ماذا ستكون الانعكاسات السلبية على الحكومة في حال فوز المعارضة بالأغلبية في المجلس الوطني؟
كتب/ محمد الأمين غي.
بعد تغيير النظام الجمهور السنغالي من شبه رئاسي إلى رئاسي بحت عقب أحداث 1962 و إبعاد ممدو جاه وأنصاره من الحكومة والبرلمان عن المشهد السياسي ، تحصل المعارضة السنغالية للمرة الأولى على غالبية مقاعد البرلمان أمام تحالف النظام الحاكم وهو مشهد تاريخي .
صحيح، أن الرئيس ماكي صال شهد في بداية فترة رئاسته شبه تغلب المعارضة في البرلمان، لاكن سرعان ما خاض انتخابات تشريعية أمام الديموقراطيين، وفاز بأغلبية ساحقة ليتمكن من فرض سياسته وهيمنته على البرلمان .
كان “صال” قد فهم خلال فترة تغلب المعارضة داخل البرلمان السنغالي فقدان ماتسمى بالسلطة التشريعيّة، وخصوصا في فترة حكومة عبدو امباي الذي لم يستطع تحقيق انجازات كبيرة في سياسة الدولة.
في هذه الفترة الوجيزة، كانت المعارضة شرسة جدا، وتستغل قوتها في البرلمان لاستدعاء رئيس الوزراء عبدو امبي في أكثر من مرة للاستماع منه والمطابلة بسماح العدالة الإفريقية بفتح محكمة جنايات خاصة لمحاكمة حسين حبري رئيس تشاد الأسبق في قضية “جرائم إنسانية. “
وهكذا، عانى “امبي” من ضغوطات شديدة من المعارضة البرلمانية ، تشبه إلى حد كبير معاناة الرئيس ماكي صال في قضية كريم واد أيام كان رئيسا لمجلس الشعب السنغالي ، حيث طُلب منه إحضار كريم واد ابن رئيس الجمهورية آنذاك إلى البرلمان للاستماع إليه بخصوص أموال (ANOCI ) الوكالة الوطنية لمنظمة المؤتمر الإسلامي) ، فرفض الرئيس عبد الله واد ذلك، وأجبره نظامه على الاستقالة من منصبه كرئيس للبرلمان
وتم إلغاء منصب ماكي صال كرقم 2 من نظام التوزيع العام في البرلمان ، و تقليل مدة ولايته كرئيس للجمعية الوطنية من خمس سنوات إلى سنة واحدة ، واتّهم بغسل الأموال ، ليفتح حقبة جديدة تمكنه من معارضة النظام والوصول إلى سدة الحكم فيما بعد
وبالاعتماد على النّتائج الأوليّة في الاقتراع التشريعي الرابع عشر ، ينهزم رئيس الجمهورية ماكي صال أمام المعارضة وخصوصا التحالف المشترك “يووي أسنكوس ووالو سنغال” اللذان تغلبا على الائتلاف الرئاسي، الأمر الذي سبب خروج رأس قائمة تحالفه ” بينو “للإعلان عن الفوز بالأغلبية الساحقة .
والحق أن هذه الأغلبية الساحقة لا يستطع ائتلاف “بينو بوك ياكار” إمتلاكه في هذه المرة لأنه يتنافس مع كتلتين قويتين في المعارضة جَمَعَتَا نسبيا مقاعدهما من أجل إجبار ماكي صال للتخلي عن أي طموحات للترشح في رئاسيات 2024 تحت غطاء قانوني.
للتذكير، يتم انتخاب رئيس الجمعية الوطنية من طرف المجموعة البرلمانية الأكثر تمثيلا في البرلمان، في حال فوز المعارضة بالأغلبية الساحقة، فسوف يشهد المجلس الوطني معارضة برلمانية .
مامعنى المعارضة البرلمانية ؟ …
البند 81 من اللائحة الداخلية للمجلس الوطني السنغالي ينص على أنه : “يجوز في أي وقت إستجواب رئيس الوزراء وغيره من أعضاء الحكومة من قبل المجلس الوطني ولجانها، وفي هذا الصدد يجوز لهم اتخاذ بعض موظفين مساعدين “…
وفي حال إعلان فوز المعارضة بالأغلبية في البرلمان، سنشهد حتما معارضة برلمانية قوية مختلفة لأول مرة في تاريخ السياسة السنغالية، وسيشكل خطرا على حكومة “صال “و على مستقبل سياسته، وبالتالي، فله إلا خيار واحد وهو :
تهيئة الجو للحصول على المخرج المشرف للتخلي عن الرئاسة ، واختيار خلف قوي ينوب عنه يجنبه ملاحقات قضائية في المستقبل .