Articles

لكسب لقمة العيش حكايات لا تنتهي ..!

نغانج سيك أبو زينب

لك أن تخرج في شوارع دكار الساعة الرابعة فجرا لتدرك حقيقة كفاح السنغاليين لكسب لقمة العيش، لا تظنّ أنّ الرجال وحدهم هم من يخرجون في هذا الوقت، ليكونوا في أماكن عملهم في تمام الساعة الثامنة صباحا، ولا يتأخرون.
إنّ زحمة السيارات ما جعل السنغاليين والسنغاليات يغادرون السرير قبل آذان الفجر، فكما يركض الرجال فإن النساء أيضا يركضن لضمان حياة الكرامة لهن ولمن حولهن، عرفن أن اليد الواحدة لا تصفح فكن للرجال اليد الأخرى.
حكاية الكفاح لا يقدر القلم مهما كانت درجة لياقته أن يوفيها حقّها، لك أن تخرج في شوارع دكار لترى المرأة السنغالية تبيع وتشتري، تعمل وتكدح وتتحرك كما يتحرّك الرجال أو أكثر.
وسوق السمك أيضا حكاية أخرى زارها الفتى الأسبوع الماضي فرأى عجبا من نضال النساء وكفاحهنّ ، فوعد القلم أن يكتب ويرفع باقة الاحترام لكل امرأة تقبل أن تتبذّل في الصباح لحياة أطفالها، وتتزين في المساء كأجمل امرأة.
لا زال يحضر في الحال قصّة المرأة التي تبيع الفطور في الحارة وخصومتها مع زبنائها، فكثيرا ما ينكرون ما أكلوه، وخاصة إذا كان في نهاية الشهر وقبل نزول الرواتب، دفع الفتى حبّ الاكتشاف إلى الجلوس على طاولة الفطور في الحيّ، فتعجّب من امرين اثنين: مهارة الشباب في تناول الفطور وجلد المرأة البائعة في الخدمة وتقديم الطلب دون ضجر أو ملل، فنساؤكم حياتكم.
إنّ مما يستوجب علينا احترام النساء كفاحهن لا لأجلهن ولكن لأجل القدر الذي يزدن فيه كل يوم من مالهنّ الخاص، فلا يفكر الرجل أن المصروف الذي يقدّمه يوميا يكفي البيت ومن فيه، وقد يبلغ من أنانية الرجل أحيانا أن يدفع القليل ويطلب الكثير، هدى الله كل رجل هذه حاله، فلو عرفتم ما تعاني منه المرأة في السوق وإدارة قدرها، وهمّها الذي تحمله يوميا، فلا بارك الله في رجل أكل في بيته طعاما ثم قام وانصرف ولم يثن ويشكر شريكة حياته ، فلا تدركون ماذا لاقت النساء في المطبخ، ثقوا تماما أن مالكم وحده لن يخلق السعادة في بيوتكم مالم ينضمّ إليه كفاح المرأة ونضالها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى