actualite

لغتنا العربية العظيمة لماذا لم تجد ما تستحق في يومها العالمي ؟؟؟؟ !!!!

أ. نجوى مؤمنة

اليوم الثامن عشر من ديسمبر .. اليوم العالمي للغة العربية تمنيت أن تتناول القنوات والإذاعات والاعلام الجديد هذا اليوم لنذكٌر أبناءنا بلغتهم وأهميتها والذين هجروها ، ولكن للأسف لم يتطرق إليها الا من تذكر يومها العالمي. ولم يتحدث بما تستحق. لو تحدثنا عنها نحتاج إلى مجلدات ،
ولكن اسمحوا لي من محبتي وعشقي لها أن أتحدث باختصار لأن الناس أصبحوا يملون من المقالات الطويلة.
اولا أقول : الحمد لله الذي أنزل على عبده القرآن بلسان عربي مبين والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيدنا محمد النبي العربي.الذي بعث بلغة قومه.
اللغة العربيه لها ماض عريق وخصائص كثيرة ومميزات لا تحصى ويكفينا شرفا أنها لغة القرآ ن ولغة اهل الجنة .
انها لغة الأدب والعلم والفن والموسيقى باعتراف العالم أجمع ، فهي أرقى اللغات السامية على الإطلاق ، واوسعها وأكثرها مرونة وتقبلا للانفتاح ، لغتنا العربيه تمتلك الجرس الموسيقي الجميل الذي لا تمتلكه اي لغة أخرى ، هذه اللغه العظيمة تمتلك الكثير من المفردات والتي تستوعب المصطلحات الحديثة بحكم وصفها لغة مطاطة ، هذه اللغة التي تمتلك مايقارب من خمسة ملايين كلمة ، فيها تعبيرات ومصطلحات لا توجد في غيرها .. بل فيها حروف تفتقر إليها اللغات الأخرى. مثلا اللغة الإنجليزية رغم انتشارها الا أنها تخلو من حرف الضاد والقاف والحاء والصاد والطاء والظاء وحرفي العين والغين .
ومن شرف اللغة العربية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .أحب العرب لثلاث. (لأني عربي..والقرآن عربي…ولسان أهل الجنه قي الجنة عربي) لقد وضع علماء اللغة العرب باجتهادهم أبنية اللغة الكلاسيكية وكذلك مفردات في حالة كمال تام ، ويزداد تعجب المستخدم لهذه اللغة من وفرة مفردات لغتنا الجميلة التي تهتم بربط الجمل ببعضها..وهكذا أصبحت اللغة العربية لغة للدين وشؤون الحياة الرفيعة والعلوم .
لقد كتب المستشرقون كثيرا عن اعجابهم بلغتنا العربية الجميلة بعد دراساتهم المعمقة لها …على سبيل المثال أذكر ماقرأته عن المستشرق ماريو بل مؤلف كتاب قصة اللغات .قال . إن اللغة العربية هي اللغة العالمية في حضارات العصور الوسطى وكانت رافدا عظيما للإنجليزية في نهضتها وغيرها من الاوروبيات وقد أورد قاموس liter قوائم بما اقتبسته هذه اللغات من مفردات عربية، أولها الاسبانية ثم الفرنسية والإيطالية واليونانية والمجرية ، وكذلك الارمنية والروسية وغيرها ومجموعها كما ذكر المستشرق ماريو
27 لغة ، وتقدر المفردات بالآلاف ،
كثيرون يحبون هذه اللغة ومعظم المستشرقين كانوا يدرسون الفصحى ، وعندما ياتون للدول العربية لا يفهمون الكلام لأن كل شعب يتحدث العربية بلهجة بلاده ولا يتكلم بالفصحى ، لذا اقترح احد المختصين في المعاهد الألمانية أن الذي يريد أن يدرس اللغة العربية لا بد أن يتعلم معها إحدى اللهجات العربيه ….لذلك طرحنا كثيرا أن نتحدث مع أطفالنا بالفصحى ولكن الكثير لم يعطوا هذا التوجه اي اهتمام ! ، فلو تعلم الطفل الفصحى ستسهل عليه كل اللغات الأخرى
اتذكر هنا موقفا لا أنساه ، كان لدينا المؤتمر الإقتصادي العالمي في جدة وانبثق عنه المؤتمر الاقتصادي السعودي الروسي ، فبلٌغني رئيس المؤتمر بهذا الخبر
لكي أسجل هذا الحدث ، واعطاني رقم هاتف المسؤول في الرياض حيث سافروا للاجتماع حول هذا الموضوع الجديد مع المسؤولين .. اتصلت به لتحديد موعد التسجيل على الهاتف وفرح كثيرا ثم طلب رقمي وقال : سأخبرك بعد الإجتماع . فعلا اتصل بي وقال سعادة السفير هو الذي سيكون ضيفك ورفض التسجيل على الهاتف سيحضر إلى جدة ليسجل معك شخصيا ..أعطني رقم الفاكس لنرسل اليك موقع القنصلية وسيستقبلك يوم الأثنين الساعة الواحدة ظهرا… فوجئت فعلا… فوجئت باهتمام السفير الروسي ، يتكبد مشاق السفر بالطائرة من اجل لقاء إذاعي لم ار أحدا يفعل ذلك من قبل. فعلا يعطي صورة مشرفة واهمية للحديث بنفسه عن شؤون بلاده وعلاقتها مع الدول. في كافة المجالات ومنها الاقتصاد
ساختصر الموضوع ذهبت للقنصلية على الموعد فوجدت رئيس المراسم في استقبالي دخلت إلى مكتب السفير وكان دكتور في العلوم فعلا خير ممثل لبلاده سألته ستتكلم
بلغتك الأم ؟ فوجئت وهو يرد علي :” ساتكلم معك باللغة العربيه.. ما أعظمك يالغتنا سألته. اين تعلمت العربية ؟ قال معظم أعضاءالسلك الدبلوماسي والاعلاميين يجيدون العربيةفي بلادي .
وهو يتكلم الفصحى قال : هل تعلمين استاذة نجوى أن لدينا في روسيا كلية خاصة بتعليم اللغات الشرقية عمرها اكثر من مئتي عام وتخرج منها آلاف الناطقين بها.قلت معلومة جديدة اشكرك عليها
وأعطى صورة رائعة عن وطنه وعن الأقمار الصناعية، وبأنهم سعداء لأنهم هم من أطلقوا عرب سات . . وكان لقاء جميلا لا أنساه، كيف يهتمون بإعلامهم ويخرجونه بأجمل صورة واصبحت اتابع من تستضيفهم القنوات من روسيا فأجدهم يتكلمون العربية بطلاقة وبمفردات ليست سهلة ، متمكنين من اللغة .العربية تماما ، وقد يكونون أفضل في اللغة من المذيع العربي الذي يحاورهم !!
فهل يصح نحن أمة إقرا لانعير هذا الإهتمام للغتنا العظيمة ؟فنجد البعض ينشأ على سماع ومشاهدة الأخطاء المتعدده عبر الإعلام الجديد بكل أشكاله المقروء والمسموع والمرئي ، حتى في الإعلانات حتى الاهتمام بالخط اختفى بعد استخدام الكيبورد والهواتف النقالة ولا يخط الطالب شيئا بقلمه من المسؤول ؟؟ نطرح هذا السؤال
على كل من له علاقة بالتعليم ووسائل الإعلام المختلفة وما ينشر من أخطاء لغوية
وصدق شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال :
أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتي
لغتنا بحر يحوي الكثير من الكنوز
فلا بد من وضع حد لمن يشوه هذه الكنوز ويبعثرها ، أو يضيع جمالها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى