Articles

كلمة رئيس الجمهورية ،بين الصراحة والشعور بالمسؤولية..

د.فاضل غِي

تابعت البارحة كغيري من المواطنين كلمة فخامة الرئيس “بشير جوماي في ” ، فرأيت رجلا صادقا في حب وطنه ومواطنيه ، حريصا على التعايش السلمي بين اللاعبين في المشهد السياسي .
الرئيس جوماي أظهر في كلمته تمسكه بالديمقراطية .لكن بديمقراطية مسؤولة ،بعيدة عن العنف بشتى أشكاله ، فهو يعرف أن الكراهية بين الفاعلين السياسيين جاوزت كل حد ،وأبدى مخاوفه من دفع بلادنا إلى اضطرابات مثل أو أشد مما عاشته السنغال في السنوات الثلاث الماضية ،
ثم إن الرئيس ذكر شعبه بأنه رئيس لكل المواطنين ، فلا يستسلم للحسابات الحزبية الضيقة ،ودعى أعضاء حزبه إلى نسيان الإساءات التي قام بها البعض في الماضي ضد الحزب وشخصياته ،فالعفو عما سلف مطلب ديني ،واعطى مثال سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم الذى قام بالعفو عن أعدائه عند المقدرة ، كما ذكر موقف نيلسون مانديلا الذي عفا لما وصل إلى الحكم عن خصومه وأعدائه الذين قاموا بأشد أنواع التنكيل والاضطهاد ضده وضد المناضلين السود في جنوب إفريقيا ، وللعمل لصالح الجميع استقال الرئيس بشير جوماي من منصبه كأمين عام حزب “باستيف ” بعد وصوله إلى سدة الحكم ليبقى مجرد عضو في الحزب .وما دعوته لكافة شرائح الوطن إلى التحلي بروح المسؤولية وضبط النفس ، والتركيز على الأساسيات إلا قناعته بأن السنغال يجب أن تكون فوق الانتماءات السياسية والسجالات الشخصية ، والصدامات التي يمكن أن تجر البلاد إلى ما لا تحمد عقباه .
فتهدئة الرئيس المناخ السياسي قبل ساعات فقط من انطلاق الحملة للإنتخابات التشريعية شعور بالمسؤولية وتجنيب البلاد من الانجراف نحو مواجهات ومصادمات لا تخدم الاستقرار المنشود ،
فعلى الطبقة السياسية إظهار قدر أكبر من الموضوعية في نقاشاتهم ونبذ الألفاظ البذيئة والشتائم والكراهية ،فلا بد من ضبط النفس والمسؤولية ( المعارضة والسلطة ) حتى لا نخاطر بعدم إجراء حملة إنتخابية سليمة ،فنشهد اتهاما مقابل اتهام ،وتهديدا ضد التهديد ، بدل عرض رؤى ومقترحات تمكن الناخب السنغالي من اختيار نواب برلمانيين جديرين بهذا الاسم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى