Articles

كلمات للمواطنين قبل الإنتخابات..

كتب – نغانج غِي أبو زينب

بعد أيام قليلة تبدأ الحملات الدعائية الانتخابية في السنغال، يعرض خلالها المترشحون برامجهم على الشعب، لتتمّ المقارنة بين من يبحثون عن ملك، وبين من يسعون لتقديم خدمات، وذلك بالنظر في البرامج التي تطرح من السياسيين لاختيار الرجل المناسب الذي سيحكم البلاد خلال خمس سنوات قادمة.
أدعو كل المترشّحين أن يغيّروا في طريقة الحملات ، فهي لا تنتج إلا وعودا لا يستطيعون الوفاء بها ، مع ما تستهلك من المال الذي كان أولى به أن يذهب إلى ضرورات الحياة.
كما أدعوا الناس أن يلزموا الهدوء والتدقيق في واقع البلد وما يحتاجه، ليجعل كل منّا اختياره بناء على هذا، يجب أن يعلم الساسة أنّنا ندرك صدق المتكلم قبل أن يتكلّم، ونعرف إلى أين يتّجه قبل أن يبوح به، فلا يحتاج الأمر إلى الصراخ، ولا إلى تقديم وعود مغرية .
ارتكبنا أخطاء سياسية كثيرة، وخُدِعْنَا طويلا ..ولن نقبل أن يستمّر هذ الخداع.
أحسنّا الظنّ في السياسيين، وحسبنا أنّهم لا يرفعون صوتا إلاّ للدفاع عن مصالح البلد، فإذا غالبية الأصوات التي ترتفع تبحث عن مصالحها!
لقد قرّر السنغاليون أن يأخذوا مستقبلهم بأيديهم، ويخوضوا تجربتهم في القضاء على الفقر والمرض والجهل . ولا يعتمدون في ذلك -بعد الله- إلا على العمل الجاد، فلم يعد هناك وقت نقضيه خلف من يعتبر الأمر مجرّد طريق إلى الثراء، يدخل القصر فقيرا، ويخرج منه غنيّا، ولا يقضي على معاناة الشعب.
إنّ هذه اللعبة القذرة قد فهمها الناس، وعزموا على القضاء عليها وعلى أهلها. ولا يستطيع أحد أن يحول بين الشعب وبين تحقيق أمنياته.
عاش هذا الشعب زمنا ليس بالقصير يبحث عن الرجل الصالح؛ الذي لا يحوّل البلد وثروته إلى ملك، يتقاسمه مع حزبه! عن رجل لا يعتبر نفسه إلاّ خادما يسهر على مصالح العباد ، ويقدّمها على مصلحة نفسه!
عن رجل مسؤول، ولا أقصد بالمسؤولية من يستطيع أن يوفر الطعام والشراب والعلاج، فهذه مع أهميتها لا تكفي ، بل نحتاج معها إلى من يزرع في النفوس الانتماء والولاء للوطن، إلى من يعيد إلينا القيم المفقودة .
أدعو السياسين إلى احترام الناس، وعدم استخدام العنف، فالذي ينتظر هو أن يسعوا إلى إيجاد حلّ للمشكلات القائمة، ودفن كل ما من شأنه أن يوقع البلد في فوضى عارمة، وليعلم الجميع أن الشعب قد نضج فلن نردّ مالا جاءنا من طرف السياسيين، ولكن في الوقت نفسه لن نعطي أصواتنا إلاّ لمن يستحقّها، إنّ الذي يزعم أن الطرق التي تؤدّي إلى الكرسي، كلّها بلا استثناء يمكن سلوكها، فهذا في الحقيقة يجهل الواقع، ولا يدري أنّ النضج السياسي لدى السنغاليين أكبر من ظنّه.
إن الذي يشعل النار لن يحرق إلا نفسه،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى