عندما يقع القس “أندري لاتير” في المحظور ..رمتني بدائها وانسلت!!
بقلم سودة جوب غي
تابعت رد السيد عثمان سونكو رئيس الوزراء للجمهورية الثانية للسنغال على سؤال طالبة علم محجبة حول منع بعض المدارس والمعاهد التلميذات من أن يتحجبن ، وقرأت الرسالة المفتوحة التي وجهها القس “أندري لاتيرانجاي ” إلى رئيس الوزراء ينصحه فيها بالتأدب واللين والتواضع واستخدام الدبلوماسية ،بينما هو أبعد ما يكون بعدا عن هذه الخصال التي حسب كلامه ينصح عثمان سونكو يالتخلق بها ، أعود وأكرر ما سبق أن قلته في مقالة سابقة وفي ظرف مماثل ” ماذا سيكون أمرنا لو كنا نحن الأقلية ؟!! “.
فالقس انجاي سليط اللسان ،عديم الذوق ،مغرور ، وغير ذكي ، فمن الذكاء عدم اشعال نار الفتنة بين مسلمي السنغال ومسيحييها ،بعد هذه المواطنة المثالية والتاريخية بين الأكثرية المسلمة والأقلية المسيحية ،نعيش معا في انسجام وسلام ووئام ، ونادر جدا أن نرى بلادا يرأسها مسيحي والنسبة المئوية للمسلمين فيها 96 في المئة واستغرقت مدة حكمه عشرين سنة ، وهذا حال السنغال وأول رئيس لها بعد الاستقلال المسيحي”لوبول سيدار سنغور “
هذه البلاد يا قس أندري تؤمن بمبدأ حرية المعتقد ،فليعتقد من شاء ما شاء ، ولكن الوطن للجميع ،وهذا ما عبر عنه السيد عثمان سونكو رئيس الوزراء على هامش حفل توزيع الجوائز السنوي برئاسة فخامة الرئيس ،
ولم يذكر لا ديانة ولا مدرسة بعينها،فلماذا تخرج عن طورك لأننا نريد أن تحترم إدارات المدارس الكاتوليكية حرية بناتنا في لبس الحجاب كما يأمرهن به دينهن ؟
وماذا وراء غمزاتك ومناوشاتك في رسالتك المفتوحة الموجهة إلى رئيس الوزراء ؟
سنغال يا “لاتير ” نموذج يحتذى به في التعايش السلمي والتقدير المتبادل بين الأكثرية المسلمة والأقلية المسيحية عبر التاريخ ،وسونكو رئيس الوزراء الذي تتهمه بالانحياز هو الذي خصص لمسيحييْن سنغالييْن حقيبتي وزارتين من أهم وزارات حكومته :القوات المسلحة ،والداخلية .
ثم إن ما أثار حفيظتك من كلام عثمان سونكو المكرر دائما بأن الرسول الأكرم والإنسان الأكمل محمد صلى اللهَ عليه وسلم
قدوته وليس مكيافيل ولا مكيافيلية فهو قناعة كل مسلم يعرف ما قدمه المصطفى عليه الصلاة والسلام للإنسانية من عدالة ونبل وكرم الصفات ،وإذا كنت تتأذى بهذا الكلام فلماذا تسمح لنفسك الحديث عن شجاعة نبي الله عيسى ابن مريم وقدسيته ؟
فهذا في الحقيقة هو الوقوع في المحظور يا قس لاتير ،
رجاء لا تعكر صفو هذا التعايش الجميل بين المواطن المسلم والمواطن المسيحي ، وليستقر في نفسك أن بناتنا سيذهبن إلى مدارسهن محجبات لأن الدستور السنغالي يسمح لهن بهذا الحق ولم يزد رئيس الوزراء على التعبير عن هذا الحق .
أما ما يثار من لوم المسلمين الذين يسجلون أبناءهم وبناتهم في المدارس الكاتوليكية فله حديث آخر في مقال لاحق بإذن الله تعالى .