actualite

على هامش الانتخابات البلدية

جبريل لي السماوي

يخيل إلي أن السيّد صال وصل من الطغيان والغطرسة السياسية الى درجة أن قال للشعب السنغالي بأسلوب غير مباشر أليس لي ملك مصر .. وهذه الأنهار تجري من حولي ؟ !!.
ويبدو أنّه يفتقد كثيرا إلى مستشارين سياسيين يتّسمون بالخبرة والمصداقية، واللعبة الجيوبليتيكية، وفهم سيكولوجية الجماهير ؛ ولعلّ سبب ذلك راجع إلى كونه معجبا بنظرية ماكيافلي ( الأنانيّة السياسية) يبعد أو يقلّل مِن شأن كلّ من لا ينفعه (انتخابيّا جماهريّا )ولو كان عقلية سياسية محضة كما فعل مع آمادو باه وميمي توري.

السيّد الرئيس صال لم يفهم ولم يقرأ جيدا الرسالة التّي أرسلها له الشعب السنغالي عبر صندوق بريد (مارس 2021 ) ، لأنّه منذ ذلك الحين لم يتحرّك دينامكيّا؛ لمغازلة هذا الشعب الذي ينتابه الغضب، والمعاناة . ولهذا ترجموا هذا الغضب الداخلي وهذه الثورة المنفجرة (لاشعوريّا) إلى أصوات في أرض الواقع ؛ في هذه الانتخابات البلديّة المحلية ليؤدّبوه سياسيّا، وليتركوا له رسالة قويّة مفادها (قوّة الشعب أقوى من كلّ القوى التي يتباهى بها ) فكان عليه الاستماع إلى (الرأي العام) أكثر ممّا يركّز على الدّولة العميقة والمافيا التي تراعي مصالحها فقط.

السيّد سونكو ، إستطاع احتواء مجهودات الجماهير الغاضبة على النظام الحاكم منذ زمن بعيد وأدارها بعقلانيّة سياسية؛ كما استخدم غضبهم ليعارض به هذ النّظام الفاسد الذي حطّم الانسان السنغالي تحطيما ، وكان له حضور مكثف في (الاعلام)ليفضح الحكومة أمام (الرأي العام) ولتعزيز قوّته المستمدّة من الشعب، كما نال ثقة الشعب بوضع خارطة سياسيّة واضحة، وعرض حلول اقتصاديّة رائعة، ونجح إلى حدّ بعيد في نشر (الوعي الفكري) في الساحة السياسية، وتفعيل نمط التفكير الواعي عند المواطن الذي لطالما خدعه السّياسي بشراء الذمم ، واستخدامه ككلب الصّيد .ولأجل هذا كلّ الذين كانوا معه في التحالف (Yéwwi Askan wi )أدركوا أنّهم حتما سيفوزون بأكثرالأصوات في الانتخابات البلدية ، مثلا (جاز الابن) كان يردّد النصر دوما في خطاباته، وجلساته في القنوات السنغالية

فيجب على السيد سونكو إدارة هذه الديناميكية بحنكة تامة وباستراتيجية سياسية محكمة ؛ ليكون الحصاد أكثر في مستقبله السياسيّ ، كما أوصيه بتوخي الحذر في زيغنشور الحساسة التي صارت تحت حيازته

المخضرم السياسي ( خليفة صال) : كثير منّا نسوا، أو تناسوا هذه (القامة السياسية الضخمة) ولعلّ ذالك يرجع الى كونه لم يترشّح لأية بلديّة ؛ لكنني أعتبره المهندس الأكبر والعقل المدبّر لهذا التّحالف Yéwwi askan wi فهو أكثر خبرة ووعيا سياسيا من سونكو .. وحتّى من السيّد صال ، لكونه قد تربّى في أحضان عباقرة السياسية (Parti Socialiste) و حظي هناك بالكثير من التجارب والنّضج ، مع الوعي الجيوسياسي، فالسيّد ماكي صال يخاف من حنكته السياسية كما يخاف من قوّة سونكو الجماهيريّة ؛ ولهذا كان يغازله ويعمل لأجل إبعاده عن سونكو كثيرا ؛ فزيارته لخليفة عقب وفاة والدته لم تكن مجرّد زيارة عزاء .بل عمل دوما للتقارب معه كما فعل مع ادريس سيك ؛ لكن خليفة كما قلت لكم ثعلب سياسي ، يعلم تماما أنّ مصلحته في التحالف مع سونكو لأجل مستقبله ولإعادة بريقه السياسي

السيّد إدريس سيك انتحر سياسيّا منذ زمن بعيد، كما حطّم السيد صال اعتباره ومستقبله السياسي بجذبه إلى (BBY) فالسيّد سيك لم يفهم، أنّ الشعب أفاق الى حدّ بعيد من سباته العميق ، ومن نوم الغفلة الفكرية ؛ يعني فهموا السياسية والساسة السنغاليين بفضل خطاب سونكو الاصلاحي وبفضل صراعهم مع الألم والفقر والحرمان ؛ واكتشفوا ألاعيبه وأسلوبه السياسي الملتوي ..ولهذا غُلب في عقر داره ، أوصيه بأن يعتزل السياسية ويقبل على التوبه ؛ كما اعتزل أبو نواس ( الخمريّات) وشرع في كتابه شعر التّوبة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى