علاقة الحركات الإسلامية في السنغال ومشايخ الطرق الصوفية يجب أن تنبني على التعاضد لا التباغض
جبريل إبراهيم فال
تعتبر الحركات الإسلامية المعاصرة حلقات تجديد متصلة بجهود من سبقوهم من مشايخ الطرق الصوفية الذين أبلوا بلاء حسنا في نشر الدعوة الإسلامية في أرجاء واسعة من البلاد ..
فقد لعبت الحركات الإسلامية دورا ملموسا في إحياء الحياة الدينية وتشجيع الحركة العلمية، وذالك بالاهتمام بالقرآن تحفيظا وتفسيرا ونشر التجويد والقراءات وتحديث أساليب التعليم في المدارس القرآنية وتحسين ظروفها ، كما قامت بدور بارز في توسيع التعليم العربي الفرنسي..وفي مجال الدعوة الإسلامية قامت الحركات بجهود جبارة في إحياء المساجد وإعادة مكانتها السابقة لها، وذالك بإقامة الحلقات القرآنية والمجالس العلمية فيها، وترجمة خطب الجمعة إلى اللغات المحلية، وبعث الدور الاجتماعي للمسجد .. كما نشرت المحاضرات الدينية ، والندوات والدورات العلمية، مما ساهمت بشكل كبير في تربية الشباب والنساء على الالتزام الديني والعناية بطلب العلم الشرعي، ومراعاة السلوك الإسلامي في كل المجالات الروحية والإجتماعية..
ومع كل هذه الجهود التي بذلها الجمعيات الإسلامية في تطوير الإسلام في السنغال، ينبغي أن ننتبه لعدة أمور هي:
- أن هذه الحركات الحركات كجميع الحركات الإسلامية التي تعمل في مجال نشر العلم والثقافة الإسلامية وتوجيه الناس الوجهة الدينية الصحيحة، ولاتخلو من أخطاء في أساليبها..
- أنها حلقات متصلة بجهود ما سبقها من الطرق الصوفية التي ساهمت إسهاما بالغا في نشر الإسلام في البلاد.
- أن دورها متمثلة في تجديد الحياة الدينية والعودة بالناس إلى اتباع القرآن والسنة على مفهوم سلف الأمة.
- بنبغي عدم الخلط بين نقد تراث المشايخ والهجوم على شخصياتهم ، فمشايخنا خلفوا تراثا علميا صخما ومهما ، يحتاج إلى نقد وتصحيح والاستفادة مما وافق منه الكتاب والسنة ونبذ ما خالف ذلك مع التأدب معهم واعتبارهم آباء في الدعوة والتربية والإرشاد ..بذلوا الغالي والنفيس للدفاع عن مبادئ الإسلام وترسيخ العقيدة الإسلامية في قلوب الناس .
كلام يدعوا إلى الوئام والتعاضد