رحل المفتش الدكتور مصطفى جوم وقلبه يحمل همومًا تربوية
د. عبد الأحد لوح
مؤلم جدا أن يخطف الموت بهذه الفجاءة الأخ الحبيب، والصديق الغالي، والرفيق المخلص صاحب المواقف المشهودة، والجهود الموفقة في خدمة لغة القرآن ! لقد رحل الدكتور المفتش مصطفى جوم عن الدنيا وقلبه يحمل طموحات وهموما في التربية والإصلاح لا حد لها. وقد تواصل معي قبل يومين يعزيني في وفاة أخي الكبير، وانتهز الفرصة كالعادة ليختصر لي أهم ما كان يشغل خاطره بخصوص اللغة العربية ومكانتها وقضاياها في النظام التربوي السنغالي. لقد عرفته منذ إحدى وعشرين سنة، منذ نجاحنا المشترك في مسابقة المفتشين، ومنذ ذلك الحين وهو يتعاون معي ويستشيرني في كل صغيرة وكبيرة. لقد كنت – والله يشهد – من أقرب الناس إلى قلبه ومن أحظاهم بثقته ومودته.
والخلاصة أن الرجل جندي سقط في الميدان والسلاح والراية بيده.
وإذا كان الجزاء من جنس العمل، والأمور بخواتمها، فإنك تنزل اليوم بإذن الله، ضيفا في روضة من رياض جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ورب غفور رحيم لا يخلف الميعاد.
أما بعد، فإن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. إنا لله وإنا إليه راجعون. يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.