دكار: المفكر السنغالي “غلاي انجاي” يصدر كتابا باللغة العربية عن “عثمان سونكو”.
صدر حديثا عن منشورات تمبكتو كتابا بعنوان: عثمان سونكو، رمز التحرر والنضال، منشورات تمبكتو، ومعهد الـمحراب)، ، 176 صفحة، لمؤلفه غالاي انجاي
وجاء في مقدمة الكتاب: (هذا الكتاب الذي بين يديك كشكولٌ من الدراسات…، واكبتُ بها الأحداث السياسية الساخنــة التي عرفتها “السنغال” من 2021م إلى 2024م).
(بدأت أولى حلقات هذا الكتاب يوم 07 مارس 2021م، أي بعد أربعة أيام من اعتقال الزعيم “عثمـان سُونْكُو” [Ousmane Sonko] من قِبل السلطة الـحاكمة. وبانسيابية وتلقائية تامة؛ تتابعت لبنات الكتاب؛ تتوالـى تَتْرَى حسب ارتفاع وتيرة الأحداث. وقد حاولتُ من خلالها الإسهام من موقعـي في إماطة اللثام عن الأحداث السياسية الأليمة التي عاشها الشعب “السنغالـي”، والتي خلفتها مناوشات واشتباكات ومناورات سياسية؛ كان طرفاها زعيم المعارضة السنغالية السيد “عثمـان سونكو” وحزبه السياســي “بَاسْتِيفْ” ونظام “ماكي سال”).
(لذلك سيلاحظ القارئ أن هذه الـدراسات دونت من معـمعة الأحداث والوقائع الـمتلاحقة الـمتتالية. وقد تزامنت نـمـاذجها الأولـى مع اللحظات الأولـى من تفاقم الأزمة السياسية بين “عثـمـان سونكو” ونظام “ماكي سال”، فواصلتُ فـي الكتابة إلـى أن فاز “توأمه السياسـي”: “بشير جُومَايْ جَخَارْ فَايْ” [Bachir Diomaye Diakhar Faye]، ومن ثـم جاءت حلقات تلك الدراسات متراتبة زمنيا؛ وكأنها توثق تاريخا راهنا، بل هي نصوص مـمـزوجة بنكهة الـمقالات التحليلية، ومسكونة كذلك بروح التقارير الـخبرية؛ كـمـا أنها تـمــثل سجلا لأدق تفاصيل الـمعترك السياسـي السنغالـي؛ مصحوبا دائـمـا بدقة الفحص، والتحليل، وسَمْتِ النقد أو الانتقاد؛ متى لزم الأمر).
ومن هنا يجب أن يعي القارئ أن سطور هذا الكتاب قد دونت بقلم الألـم والـمــعاناة، وهو قلم رجل كان يعيش الـحدث؛ وهو بعيد عن وطنه الأم؛ يصـــرخ في وجه نظام طغى وتجبَّرَ؛ صَادِعًا بـ”ـالـحقائق الـميدانية” فـي وقت لـم يكن فيه صوت ينقل واقع الـمــعاناة إلا وتعرض للتوعد والتنكيل والقمع والسجن.
فجاءت هذه الدراسات التي يحتضنها هذا الكتاب مـطبوعةً بالهمِّ والقلق على مستقبل وطننا؛ مكتنزا بصور الأحداث الـمــتراكمة، فامتزجتْ بأحاسيســي وأخيلتي؛ فعشتُها واعتصـرتها: ألـمـا وأملا، وصبرا واستبشارًا بفجر أطلَّ آخر الليل على بلادي. هذا، ولـم تكن مرارة قلمي، وحِدَّتهُ تخفى على نظام “ماكي سال”!
من مقدمة الكتاب
