Articles

جُوماي ..الوجه الآخر ل ..سُونكو

بقلم/ البروفيسور محمد غالاي انجاي – بروكسل

إن اختيار السيد بَشِير جُومَايْ فَايْ من قِبَل السيد عثمان سونكو ليكون رأس الحربة بدلا عنه لخوض معركة الانتخابات المقبلة المزمع عقدها في 25 فبراير 2024م، هو من وجهة نظري إختيار موفق للغاية من أصعدة شتى وجاء هذا النبأ العظيم مساء الأحد الموافق 28 يناير 2024 ، وهذا الاختيار من منظرنا الخاص جاء نتيجة اعتبارات عديدة نختزلها في النقاط العشر التالية:

  1. إن السياسيين وكذلك الناخبين العاديين من السنغاليين الذين كان ينتاب السواد الأعظم منهم الخوفُ أو الخجل من الالتحاق بركب الزعيم عثمان سونكو من أجل هالة العنف، والديجور الظلامي التشكيكي، وخطابات “دعاة الحرب” (va-t-en-guerre)، التي رميت كلها على كاهله زورا وبهتانا، فسيكون من السهل جدا عليهم الآن جلهم أو بعضهم الانضمام إلى صف بشير جوماي الشخصية المعروفة في اتزانها ورزانتها.
  2. كل الذين ترددوا عن الاقتراب من حزب باستيف أو كانوا يتخوفون من عدم وجود بصيص أمل ، أو مستقبل زاهر للمعارض عثمان سونكو الذي ورطته الحكومة في متاهات وطامات قل من ينجو منها، فوقوع الاختيار على جوماي لا شك أنه سيكون مريحا لهم للدخول في زمرته دون خوف أوخجل. وأقل حجة يمتلكها هؤلاء إن أرادوا تبرير موقفهم هو القول بأن اختيارنا هذا مبني على أساس أن جوماي بالنسبة لنا ليس هو سونكو، وسونكو ليس هو جوماي.
  3. إن رجل الشارع لو سألته: هل جوماي هو سونكو؟ سيرد دون تردد بالإيجاب. ومن هذا المنطلق ندرك أن ثمة إذن يقينا تاما لدى “البَسَاتِفَة” أن جوماي وسُونكو وجهان لعملة واحدة، التصويت للأول هو بعينه التصويت للآخر.
  4. يتراءى للكثيرين أن جوماي أكثر هدوءً وأكثر اتزانا، بل وأكثر تركيزا من الناحية الفكرية من الزعيم سونكو في خطاباته وتصريحاته السياسية. وهذا عامل مهم لِلَمِّ الشمل وجمع الشتات ، وكذلك لخلق تحالفات مع أحزاب أخرى وكوادر آخرين ، وإن اختلفت المشارب. لأن خوض معارك الانتخابات يتطلب مقاربة الأمور كـ “حاطب ليل”، يجمع الغث والسمين، وبعد الفوز يتم ترتيب أثاث البيت من الداخل. فكل من استغنيت عنه في الطريق فهو خسارة لك، لأنه لو انتخب لغيرك لكان ضدك ، وبالتالي ينقص ذلك من رصيدك.
  5. إن تواجد جوماي وسُونكو وراء القضبان كمظلومين في في رأي الشعب بغالبيته سيشكل لا محالة عاملا كبيرا للتعاطف من قلوب السنغاليين نحوهما، وبالتالي سيجذبهم لمحاولة نصرتهما والتضحية من أجلهما ، حتى ولو فقط لإخراجهما من السجن.
  6. لا تجد أحدا يعرف جوماي أو احتك به ولو برهة من الزمن يشك في كفاءته العلمية ، وخبرته الكافية والكفيلة لرئاسة الدولة، فهو – كما قال رفيق دربه سونكو عته – قادر على تشغيل أجهزة الدولة فور انتخابه ووصوله إلى سدة الحكم.
  7. جوماي إنسان متواضع ومتدين، يتكلم قليلا ويسكت كثيرا، يعمل كثيرا ، وهذه من غير مواربة سجايا حميدة تندرج تحت مواصفات القيادة الناجحة.
  8. جوماي هو الوجه الآخر لِـ سُونكو في نظافة يده ونزاهة حساباته البنكية، لم يسبق أن اتهم بأي نوع من أنواع السرقة أو اختلاس المال العام ، وقد عمل لمدة 20 سنة كموظف كبير وإداري مخضرم في الدولة ، وفي قسم الضرائب والعقارات. فالسنغال في الوقت الراهن أكثر من أي وقت مضى تحتاج إلى أيادي نظيفة وأمينة ، لما تستقبلها من تحديات سياسية واقتصادية أهمها السيادة الوطنية ، وإدارة الثروات التي تحتضنها أرضها من بترول وغاز، الخ..
  9. جوماي يعرف حزب باستيف كما يعرف جيبه، فهو من أعضائه المؤسسين، كما يعرف أيضا تاريخه ومساره، ولاقى في سبيل نجاحه وتألقه ما لم يلقه الخُبز في المَخبز.
  10. لا يتناطح كبشان في أن جوماي إنسان موثوق به، يتمتع بالمصداقية والنزاهة في عيون من عرفوه عن قرب، وبالتالي لا يطرأ على بال أحد أنه قادر على خيانة المشروع أو المساومة به مهما كان الثمن أو يخون الثقة الكبيرة التي وضعها في كاهله صديقه الحميم ورفيق دربه ، أعني سمي ابنه عثمان سونكو. فجوماي في هذه اللحظة التاريخية يعلم يقينا أنه يمثل الأمل والمستقبل. وأحسن ما يقال فيه هو أنه لم يمتزج بأهل السيستم ، ولم يتلطخ بمناوراتهم السياسية ولم يتدنس من أراجيفهم ووعودهم العرقوبية الانتخابية.
    تلك عشرة كاملة لمن أراد أن يقتنع أن جوماي هو سونكو، وسُونكو هو جوماي. وبلا جدال إنه لاختيار موفق بالفعل، ومريح جدا، ومجمع عليه من سجين لسجين. أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ.

مدير معهد المحراب ببروكسل

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى