actualite

تطبيقات معاصرة للديمقراطية ( الحلقة الثانية)

الحاج عبد الله امبي

وبينما هناك تطبيقات معاصرة متعددة للديموقراطية كما في الولايات المتحدة ، وانجلترا ، وفرنسا ، والهند ،فقد انتبه بعض مفكري الغرب لتناقضات الوجه الآخر من الديموقراطية ،وخاصة فيما يتعلق بمسالة الكيل بمكيالين في اطار العلاقات الدولية ، مع الاخذ في الاعتبار أن إساءة استخدام أي منظومة قيمة لا تعني فساد هذه المنظومةبالكامل.
وهكذا لم يحظ مصطلح في العصر الحديث بما حظي به مصطلح الديموقراطية من تفسيرات وتاويلات ، بين متشكك وواثق ، وخاصة في عالمنا الاسلامي ،منذ رفاعة الطهطاوي مرورا بالكواكيبي ، ووصولا إلى خالد محمد خالد ، وعباس محمودالعقاد والمعاصرين مثل:يوسف القرضاوي وفهمي هويدي.
وكان أول من اثار حوارا في العالم العربي حول فكرة الديموقراطية هو الشيخ رفاعة الطهطاوي 1801-1827 الذي كان لويس عوض يطلق عليه لقب”أبو الديموقراطية المصرية”كما يقول الباحث الفلسطيني عزام التميمي في اطروحة الدكتوراه التي اعد لها بمركز دراسات الديموقراطية.
اسباب انحطاط المسلمين:
ومن الاعلام اللذين كان لهم السبق في هذا المجال “خير الدين التونسي”رائد حركة الاصلاح التونسية في القرن19 الذي وضع عام 1827خطة شاملة للاصلاح في كتابه “اقوم المسالك في تقويم المسالك”أما جمال الدين الافغاني 1838-1897
فقد توصل بعد تقص لأسباب انحطاط المسلمين إلى أن مرجع ذالك هو غياب العدل والشورى ، وعدم تقيد الحكومة بالدستور ،
ولذالك فقد رفع لواء المطالبة بان يعاد للشعب حق ممارسة دوره السياسي والاجتماعي عبر المشاركة في الحكم من خلال الشورى والانتخابات.
وقد سار على نهجه تلميذه محمد عبده 1849-1905 الذي رأى أن أهم تحد يواجه الامة الاسلامية هو نظرتها إلى العلاقة بين الإسلام والعصر .
وفي محاولة للتوفيق بين المبادئ الإسلامية وبعض الافكار الغربية نقترح أن مصطلح المصلحة لدى المسلمين يقابل المنفعة عند الغربيين ، وبأن الشورى تقابل الديموقراطية ، والاجماع يقابل رأي الاغلبية ، ولدى معالجة اشكالية السلطة.نرى أن لا يوجد حكم ديني في الإسلام لماذا؟نعتبر أن مناصب الحا ِكم أو القاضي أو المفتي مناصب مدنية وليست دينية ، وفي هذا المجال يتطلب فقه الواقع إلى إعادة احياء “الاجتهاد”effort d’interprétation للتعامل مع الأولويات والمسائل الطارئة والمستجدة على الفكر الاسلامي.

باحث ومحلل سياسي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. ما شاء الله ، يا اخي الكريم ، آراء قيمة مفيدة. وأشكرك في محاولة التوفيق بين الإسلام والديمقراطية ولكن هناك فروق كثيرة بين هذا وذاك.
    الإسلام شمولي ( دين ودولة منهج الحياة)
    الديمقراطية قاصرة ( مادة وفلسفة ونظام سياسي).
    يدعو الإسلام إلى القيام بالواجبات قبل طلب الحقوق بينما الديمقراطية تدعو إلى أداء الحقوق والحريات العامة بلا قيود دينية

  2. دائما نتابع ونستفيد من منابيع قلمك الذهبي يا بروفسور، الصحفي الممتاز فريد من نوعه. وننتظرك في أيام القادمة بكل اهتمام

  3. ماشاء الله فضيلة الأستاذ المحلل السياسي الحاج عبد الله امبي سميّي، لقد تناولت قضية مهمة جداً، وقد أجدت فيها فكرة وتعبيرا، حفظك الله وكثر أمثالك.
    مزيدا من التألق.

  4. شكرا لكم يا فخامة الأستاذ على هذه الجهود في سبيل مزيد من معرفة مصطلح الديموقراطية، إلا أن أكبر إشكالية هي عدم تقيد الحكام بالدستور كما ذكرت. وهذا سبب تخلف في محافظة حقوق الإنسان وما يترتب عليها من فساد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى