Articles

تحية للشيخ “محمد المصطفى سي” بمناسبة يوم المرشد

هيجت في نفسي قصيدة للشاعر الشاب عبد العزيز لوح في المدح والإشادة بخصال شيخه المرشد شوقا للكتابة عن زعيم المسترشدين والمسترشدات الشيخ المصطفى ،
والحق أن هناك علاقة روحية وطيدة بيني وبين الشيخ محمد المصطفى بدأت تتغلغل في أعمق أعماقي منذ أكثر من ثلاثين سنة على قلة اللقاءات وغياب الزيارات بيننا .
أحببت الشيخ محمد المصطفى من منطلق محبتي لشيخه الوالد مفكرنا الاسلامي السنغالي الخالد فيلسوف عصره بل في كل العصور شيخنا المكتوم
، وأول شيء جذبني إلى التعلق بالشيخ محمد المصطفى هو مواقفه في قضايا الدين والوطن ، والشجاعة التي طبع عليها منذ يفاعة عمره ، ثم أحببت فيه حسن الإلقاء وجمال الأداء لمحاضراته التوعوية التي أيقظ بها ضمائر الشباب المسترشد ، وهذّب بها أخلاقهم وزكّى نفوسهم لشعوره المبكر بمسؤولية تربية الأجيال الصاعدة ،
وتجنيبهم طريق الجهالة والخمول ، وكنت من أجل ذلك أتابع أنشطة دائرة المسترشدين والمسترشدات وأتفاعل مع الخطاب الديني والسياسي الذي دأب على بثه في نفوس الشباب والكبار معا ..
كنت في تسعينات القرن الماضي أسافر كثيرا إلى طرابلس عاصمة ليبيا ، وكصحفي كنت أتواصل مع المسؤولين في جمعية الدعوة الإسلامية العالمية وعلى رأسها الدكتور الخلوق صاحب الكفاءات المتميزة والدبلوماسية المرنة الدكتور أحمد الشريف ،والأستاذ مفتاح بو عيشة ودكاترة جامعة الفاتح ، وكنت ألاحظ الإعجاب والتقدير الكبيرين اللذان كان الشيخ محمد المصطفى سي يحظى بهما لدى المسؤولين هناك ، كانوا يتحدثون عن اين المكتوم حديثا كله حب وثناء وتقدير وإعجاب ، كانوا ومازالوا معجبين بغزارة علم الشيخ محمد المصطفى وبقوة شخصيته، وليس هذا التقدير مقصورا على علماء ليبيا ومثقفيها فحسب ، بل يمكن أن نقول الشيء نفسه عن علماء الدول المغاربية كلها ودول العالم .
الشيخ محمد المصطفى رجل مواقف ، وقديما قيل الرجال مواقف ، لم يقف يوما متفرجا أمام انحرافات رجال السياسة في بلادنا ، بل سجلنا ونسجل أزمات متكررة بين فضيلته وبين الحكومات السنغالية المتعاقبة ، وهذا خير شاهد على وطنيته ونقاوة سريرته وشجاعته النادرة . وليس ذلك مستغربا لمن يعرف أوجه الشبه بينه وبين شيخه الوالد الشيخ أحمد التيجاني سي المكتوم صاحب البطولات التاريخية ،والفكر النير والحكم التي خلدها التاريخ .
الشيخ محمد المصطفى كان محبا لوالده ملازما له ولصيقا به ،بل حريصا على تطبيق تعاليمه بحذافيرها ، لذلك فهو شبل من ذاك الأسد .
فلك مني يا شيخنا المصطفى أطيب التهاني وأسعد الأماني بمناسبة هذه الذكرى الغالية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى