Articles

تابين: …في ذكرى رحيل: “الشيخ التيجاني سي”.. وتغيب شمس المعرفة ورمز الدراية

بقلم: أ. فلضل غي

لست أدري كيف اؤبن فقيدنا العزيز والغالي الشيخ أحمد المكتوم. .؟
أأتحدث عن قوة إيمانه وتفانيه في خدمة دينه ووطنه. . ؟
أم أتحدث عن سعة إطلاعه وثقافته .. وتبحره في مختلف العلوم الشرعية والأدبية. ؟ أم أتناول في كلمة الرثاء مواجهته للإستعمار أولا. ثم لورثة المستعمر الفرنسي من أبناء جلدته ثانيا ؟


لا أعرف. . لا أعرف على وجه التحديد ، لكنّني أعرف أن صرحا كبيرا قد هوى . .وأنّنا بترجل خبير العصر وفقيه الأمة وفيلسوف الزمان.
فقدنا حصنا حصينا وركيزة مهمّة من ركائز ديننا وعزّتنا وشرفنا. !
علمنا السيّد الشيخ أحمد أننا أبناء القرآن الكريم ، وابن القرآن لا ينبغي أن يخاف في الله لومة لائم. .
علمنا الراحل الكبير أنّ النظام السياسي لهذا البلد لا يرى أن لأبناء القرآن حقا في النجاح ، لا في المجال السياسي ولا في القطاع الاقتصادي مع أن “ّ دومُ دارَ ” أكثر دراية وخبرة، وأنقى وأصفى تربية وخلقا من هذه الشرذمة التي ورثت مكيافيلية المستعمر وطغيانه. . ودعانا السيد الشيخ أحمد التيجاني سي إلى الصمود وطلب العلم والتمسّك بالأخلاق الفاضلة كي نبني وطنا جديرا بهذا الإسم.
الفقيد الغالي سبق عصره وشارك منذ عهد الاستعمار في الدفاع عن عقيدة الأمة السنغالية والتراث الاسلاميّ في هذه البلاد. . لكن يبقى مبدأه الذي اعتنقه منذ صباه من أشرف وأهم درس يجب الانتباه الدائم له وهو أن المشيخة ليست مهنة. . وأن العادة اختلطت بالدين الإسلامي في السنغال ، وأن أي صراع بين تعاليم الإسلام والعادات الموروثة في بلادنا تكون الغلبة فيه للعادة. . وهذا مؤشر خطير. .
الله أكبر. . كم أيقظت عقولنا و نوّرت بأريحتك وسعة أفقك
طريقنا. .. وكم حاولت – وأنت الخبير – حل المشاكل ومعالجة الأوضاع وإيجاد الحلول المناسبة لأزماتنا المتتابعة لكنّ الناس ظلّوا في غفلتهم يعمهون. .
وشيء آخر يهمني ذكره هنا وهو ما قلته لي يوم زرتك في دارتك العامرة عن الجهود التي بذلتها مع أخيك الشيخ أحمد امباكي “
غايندي فاتما ” من أجل حماية الشباب من إفرازات الغرب وغزوه الفكري للأجيال الصاعدة ، ودعوتك لنا إلى نبذ الخلافات التي تمزّق شمل الأمة. .واستغرابك للخصام بين الصوفية والسلفية. .
رحمك الله يا فقيدنا العزيز وجعل قبرك روضة من رياض الجنة .
وأخيرا نتقدم بأصدق العزاء للشيخ مصطفى زعيم دائرة المسترشدين والمسترشدات ولجميع أفراد أسرة الشيخ أحمد فقيد الأمة الإسلامية. .بل فقيد الإنسانية جمعاء
فاضل غي
مارس ٢٠١٦

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى