تأبين: ليتك انتظرتني لأودعك يا دكتور يوسف ..

د. علي جوب

كنت سألتقي به بعد ساعات قليلة، وأقضي معه الليل في غرفة واحدة

كنت سأستأنس بحديثه، وأناقشه في قضايا العلم والفكر والحياة وأستنصحه في أخص أموري.
فلم يكن لحديثي معه حدود.
قبل أسبوع بت معه في غرفة واحدة، وناقشنا قضية تجديد مناهج قراءة النص الديني، لأني كنت أرى أن القيود المنهجية التي أحيطت بها النص الديني مستفادة من علوم أخرى كالفلسفة والمنطق وغيرها، فيمكن إذن الاستفادة من المناهج المستحدثة في مجالات علمية أخرى للخروج بقراءة جديدة تضمن صلاحية واستمرارية النص الديني.
وقد عارضني بشدة على أن هذا الكلام وجيه نظريا لكن لا يمكن تطبيقه.
ولا أستطيع سوق كل المبررات التي أوردها هنا، لأن النقاش كان طويلا، فقد استمر إلى الساعة الثانية ليلا.
ثم في النهاية أعطاني كتيبا لمحمد عابد الجابري بعنوان [الدين والدولة وتطبيق الشريعة] على أن أقرأه في الأسبوع.
فقدت أخا وصديقا، وموجها.
إنا لله وإنا إليه راجعون
إنا والله على فراقك لمحزونون الدكتور يوسف لوح
كان عليك أن تنتظر ساعات قليلة على الأقل لأودعك