Culture

تأبين.. لفقيد الطرب والادب السنغالي.. “تيون سيك”


بقلم الكاتب الموريتاني؛ اسماعيل الشيخ سيديا

ألف ولحن وأدى الكثير من الأغاني؛ ونغّم حياة أجيال بأكملها في السنغال، منذ كان في العشرينيات من عمره.

وبغُنته العذبة وولعه الشديد بالقرآن والدعاء المأثور لدرجة أنه يتغنى بهما على خشبة المسرح دون أن يتنزل على مفرداتهما؛ شنف آذانا وأيقظ أحلاما وأمات أوهاما.
ورغم تأتأته الميلودرامية المستساغة؛ برز في ثمانينيات القرن الماضي في ليالي داكار المرحة أنيقا محبوبا مسموعا.
أسس فرقتين موسيقيتين عظيمتين وملهى ومقهى يحمل اسم شجرة الحوار، وأظهر مواهب شباب كثيرين من بينهم ابنه والي الذي ذاع صيته دون أن يطفئ نجم أبيه الملهم.
حافظ تيون سيك على سجية الفنان وموروث الفن التقليدي وتنازعته العالمية والمحلية فاختار جلباب الموروث وظل حفيد الفن خالص الوفاء لعاديات النغم والمجد حين كان جده الثاني حافظ أنغام إمارة كاديور العتيدة وجليس الأمير لات اديور.
ثمن خلال مسيرته إيقاع امْبَلّخْ ذي الضبط المتكاسل والرقص المغنج الذي يجمع بين التبجح والهوينى والحشمة والوقار في سيمفونية إفريقية عجيبة.
عدا عن ذلك استطاع بملكاته اللدنية وأوتار صوته الفريدة وقيثارته المرتاعة أن يهب لمجتمع الوولوف محتوى صوتيا سيتلاهمونه طويلا.
من عجائب بلاد الباوباب وجمالها أنهم يغنون بأرواحهم ويحبون بأرواحهم ويعبرون بالروح عن الروح وعن الجمال بالروح.
وككل الموهوبين ودع الفنان تيون سيك دنيانا أمس على غير ميعاد بعد وعكة صحية ألمت به في خضم الجائحة العالمية وبالكاد قد انتصف عقده السابع.
تقبل الله تيون بالاغو سيك في المشمولين بغفرانه ورحمته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى