برافو على قضاة “لا هاي “وتحية لموقف جنوب أفريقيا الإنساني ..
أ.فاضل غيي
ظل المجتمع الدولي بتماطل وينافق في ظل حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزة ، ووقف هذا المجتمع الدولي متفرجا أمام القصف الهمجي اللاإنساني الذي تمارسها الآلة العسكرية الإسرائيلية بدعم الولايات المتحدة ، ومباركة فرنسا وجاراتها ..
واستشهد جراء هذا الغطرسة المجنونة أكثر من ٢٦ ألف فلسطيني ،بمافيهم أساتذة الجامعات وقادة الفكر والكوادر والاعلاميون ، وكأننا نعيش في عصر انتحر فيه الإحساس والرحمة والعدالة ، وكان لا بد لدولة مثل جنوب إفريقيا ذات النضال الوطني الطويل والمشرِف من القيام بتقديم دعوى للمحكمة الدولية “لاهاي” ضد الدولة الصهيونية التي تمارس في غزة أبشع أنواع الإبادة الجماعية ، وكان جل المراقبين والمتابعين للحكم المنتظر من محكمة العدل الدولية يتوقعون الانحياز للجانب الإسراىيلي أو عدم اتخاذ قرار جاد ضد جرائم تل أبيب ومنعها دخول المساعدات الإنسانية لإغاثة أبناء وبنات غزة والنازحين.
لكن القضاة فاجأوا العالم بالحكم العادل والجريئ ، بعيدين عن تسييس الدعوى ،
نعم كان الشعب الفلسطيني والمتعاطفون مع قضيتهم العادلة ينتظرون من المحكمة صدور قرار حاسم بالوقف الفوري للقصف ، لكن ، وكما بينت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا ” ناليدي باندور ” أمس في مؤتمرها الصحفي عقب جلسة محكمة العدل ،لا يمكن لإسرائيل أن تعمل بقرار المحكمة بدون وقف للقصف.
والسؤال الذي طرح نفسه أين الدول العربية والإسلامية ؟
ولماذا هذا الضعف وهذا التخاذل وعدم التحرك دوليا وقانونيا من أجل إيقاف وحشية اسرائيل وعربدتها ضد أبرياء غزة من شيوخ ونساء وأطفال ؟
والحقيقة المرة أن ما قامت به جمهورية جنوب إفريقيا كان أولى بالدول العربية التي تجمعها بفلسطين كل الأواصر والوشائج ، الدين واللغة والتاريخ والجغرافية
، وأوجب الواجبات على الحكومات العربية في الوقت الراهن كسر حاجز الخوف من تداعيات المواقف الحاسمة ، وأرجح أنه أمام الظروف الدولية الراهنة يجب استخدام مختلف الوسائل الرادعة ضد الظلم والإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ أكثر من سبعين سنة .. وعلى دولنا العربية والإسلامية أن العودة إلى كتاب اللهَ عز وجل لتدبر معنى الآية الكريمة ” وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدكم “
وبطولات المقاومة الفلسطينية على قلة أعدائها وضآلة أسلحتها تجاه صورايخ إسرائيل وحلفائها وتكنولوجياتها الحربية خير مثال على أن حاجز الخوف ينبغي أن يكسر.