actualite

القرآن الكريم ونقد الذّات

جبريل لي ” السماوي “

‏‎عندما نعيد قراءة الهزيمة النكراء، للمعسكر الاسلامي، في “معركة أحد” نجد أنّ السبب الرئيس للهزيمة ، يكمن في مخالفة بعض الرماة، للخطّة “الجيوستراتيجية” التي رسمها “عليه الصلاة والسلام” لحماية ظهر الجيش، وقد أشار القرآن إلى ذالك ( حتّى إذا فشلتم وتنازعتهم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبّون منكم من يريد الدّنيا ) يقول ابن كثير في تفسير الآية (وعصيتم) كما وقع للرّماة وهم الذين رغبوا في المغنم حين رأوا الهزيمة .

‏‎نجد أنّ الصّحابة تساءلوا عن أسباب الهزيمة، وعن مرارة هذه المعركة ( أحد) في قوله تعالى ( أولمّا أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا ..) ولمّا كان القرآن الكريم يميل إلى نقد الذّات لا إلى المؤامرة، ولا إلى تحميل الغير أسباب الفشل، أجاب الربّ عن سؤالهم فقال ( قل هو من عند أنفسكم) يقول لهم بكلّ صراحة أن يراجعوا ويلوموا أنفسهم

‏‎حتّى القائد الأعظم في الجيش رسول الله عليه الصلاة والسّلام ركّز في عتاب صناديد قريش، ويدعو على قيادة المعسكر القرشي ( أمثال ابي سفيان ، صفوان ابن أميّة ، سهيل ابن عمرو ، والحارث ابن هشام – فكأنّ الله سبحانه وتعالى يريد مسح “فلسفة المؤامرة ” من عقليته عليه الصلاة والسلام فقال له ( ليس لك من الأمر شيء ) يريد أن يجعله يركّز في معسكره ويسدّ الفراغات التي جاءت منها الهزيمة- وذالك بالارشاد ونشر الوعي في أوساط الجيش.

‏‎صديقي القارئ ” نقد الذّات ” عبر “النفس اللومة “منهج من مناهج القرآن الكريم (ولا أقسم بالنّفس اللوّمة) يجب على المسلم أن يراجع نفسه، وينقد ذاته بين الفينة والأخرى، لصناعة المستقبل – فمن علم الفجوة ورأى أسباب الفراغ استطاع سدّه بنفسه .
‏‎‏-الإيجابية الدائمة عن الذات هي نوع من أنواع التجنب، و الهروب من قسوة الحقيقة، والواقع ، و ليست حلّا صالحا للحياة كما يقول مارك مانسون في
‏‎‏( كتاب فن اللامبالاة )

‏‎السّماوي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى