Articles

الشيخ عبد العزيز سي في الذكرى24على رحيله

-ولادته ونشأته :
ولد الحاج عبد العزيز العلَم التيواوني سنة 1904م بمدينة تيواون وذلك إثر وصول السيد الحاج مالك سي والده إليها بعد رحلات وتنقلات علمية دامت سنين عددا، وقدكان الشيخ الحاج مالك عالما فذا متبحرا في فنون عديدة كماكان قائدا من قادة الطريقة التيجانية في بلاد السنغال.
تربى الشيخ الحاج عبد العزيز وترعرع ودرس في تلك البقعة المباركة، حيث قضى فيها معظم حياته؛ ولذلك نجد ابنه الحاج مالك سي مودُ يقول:” ولقدولد بمدينة تيوان سنة 1904, حيث نشأ وتربى ودرس وقضى فيها معظم حياته ،وظهرت فيه رحمه الله في مراحل حياته الأولى ملامح النبوغ والجد والاجتهاد…”

-تكوينه العلمي:
ممالايتناطح فيه عنزان أن مدينة تيوان بعد أن وصل إليها الشيخ الحاج مالك سي صارت مركزا علميا دينيا يشد إليه الرحال؛ فقد بقي هناك ، وتتلمذ على يد والده الكريم حتى حفظ القرآن الكريم برواية ورش عن نافع ثم بدأ بتعلم العلوم اللغوية والشرعية على يد الوالد حتى أصبح متمكنا من فنون كثيرة كماأنه يُذكر تعلمه على يد الشيخ الهادي توري وغيره من أعلام الطريقة.
-بعض صفاته:
كان عالما زاهدا ورِعا تقيا نقيا، ليّن الجانب حصيف الرأي مطبوعا على الخير والبِرّ ، سندا للمظلومين ومأوى للفقراء والمحتاجين .
كماكان شخصا فريدا من نوعه، يُكنُّ الاحترام للجميع ويسعى دائما لأجل السلامة العآمة.
-توليه للخلافة:
اهتزت مدينة تيواون بفقد خليفتين هما الشيخ أبو بكر سي والشيخ منصور سي الذي توفي بعد أربعة أيام من توليه الخلافة،
و كانت هذه الفترة أليمة ، صعبة على قلوب أتباع الطريقة بشكل خاص وعلى المسلمين بشكل عام.
وقدانتقلت الخلافة بعد ذلك إلى الشيخ “عبد العزيز دباغ” الذي يعد الخليفة الثالث للأسرة المالكية التيواونية.

  • أهم إنجازاته واهتمامه بالإصلاح :
    كان الحاج عبد العزيز مزارعا كبيرا يدير عدة حقول زراعية ممايجعله يتنقل في كثير من الأحيان إلى قرية “جاكساو” مقاطعة اتياس.
    وفي الواقع كان فاهما لتعاليم أبيه الذي جعل ثقافة الزراعة والتجارة من وظائفه ، وبذلك حصل مام عبد العزيز دباغ على الميدالية الزراعية من يد المستعمر عام 1955.
    إلى جانب كونه مزارعا ومساهما في دفع عجلة الوطن إلى الأمام إلاأنه لم ينس دوره في حب الوطن والتضامن الاجتماعي؛ لذلك كان يتكلم كثيرا عن أحداث الساحة ويوجه خطابه إلى الرئيسين “سنغور”و”عبد جوف” وإلى القضاة ورجال السياسة والبرلمانيين وغيرهم .. كماأنه أدرك مبكرا أن التضامن في الإسلام يبدأ بالتعاون مع الجيران؛لذلك قام بربط علاقات وطيدة مع الكنيسة لأجل السِّلم وسلامة الوطن. -دوره في الإصلاح:
    لقدلعب الشيخ دورا كبيرا في مجال الإصلاح الاجتماعي حيث كان المجتمع السنغالي في تلك الآونة يعيش حالة من الانحطاط الخُلُقي وتدهور مستوى المعيشة نتيجة انتشار النهب والسرقة . ولذلك نجده واصفا حالة مجتمعه:”ومماعمت به البلوى وإلى الله منه الشكوى ظاهرة تفشي المفاسد والانحرافات التي أصبحت تمزق أوصال مجتمعنا السنغالي وتفتك كياننا الإسلامي فتكا عنيفا ومن ذلك ظاهرة الاعتداء على الأمن العام متمثلا في النهب والسرقة والقتل…”
    هذه الكلمة تبين بوضوح الحالة السيئة التي كان يعيشها المجتمع مما جعل الشيخ حاملا لواء الإصلاح بعد كونه على يقين أن ذلك من المهمات الأساسية ولذلك نراه في موقف التساؤل عن دور الشيوخ ورجال السياسة إزاء هذاالخلل :”أين نحن اليوم علماء ومشايخ ورجال السلطة مماشاع وانتشر من البدع والضلالات ، والعوائد والمنكرات والفواحش والتصرفات الماجنة في مجتمعاتنا اليوم؟”.
    لاشك أن هذاالتساؤلَ يوحي إلى وعي تآم للمهمة التي نيطت على أعناق هؤلاء المذكورين ، لعل هذا من الدوافع الرئيسة التي أدى بها إلى حمل مِعول كبير للإصلاح في هذاالجانب الاجتماعي المهم. -دوره في الإصلاح الديني وإيجاد السبل لحل النزاع الطائفي.
    يعد الإصلاح الديني لونا من الألوان المهمة التي يهدف إليها كل مصلح من تجديد الخطاب الديني ، والدعوة إلى نبذ الخرافات والبدع التي علِقت على الدين ، كان الشيخ بارزا في هذاالمجال ، فقدكانت ظاهرة ترتيل القرآن والترنم به دون تنفيذ لأحكامه متفشية في البلاد ، مما جعله يدعو إلى ترك هذه العادة السيئة ؛ فالقرآن ليس كتابا للقراءة فقط، بل للتطبيق أيضا وهو الأساس يقول الشيخ في هذاالصدد محذرا الإخوان والمسلمين جميعا:”أحذركم أيها الإخوان من هذه الظاهرة المتفشية في كثير من الأوساط ، أي ظاهرة إهمال القرآن والاكتفاء بتلاوته وتلقينه أبناءنا وبناتنا دون فهم أحكامه ومعانيه الهادفة إلى إسعاد الإنسان دينيا وأخرويا”.
    وإلى جانب هذا اهتم أيضا اهتماما بالغا بحل النزاعات الطرقية حيث أدى زيارات عديدة إلى بيوتات دينية ؛لأنه كان يعتقد اعتقادا جازما أن اختلاف السبل والوسائل لايعنى اختلاف الأهداف والغايات.
    وبعد حياة مليئة بالإنجازات في مجالات متنوعة ، انتقل إلى جوار ربه يوم الأحد 14 سبتمبر سنة 1997 ثم خلفه ابن أخيه سرنج منصور سي “بروم دارج”في الخلافة التيجانية المالكية .

تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.وحسن أولئك رفيقا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى