السنغال يفقد قامة علمية كبيرةبرحيل الدكتور التقي النقي الورع محمد عبد الله صل ..لقد دُفِن معه علم كثير
بقلم سليمان نجانغادو .
(أو لم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها)
!
نقصان الارض ذهاب علمائها، وموت فقهائها
رحل اليوم رجل بالف رجل!
إنه الدكتور مود عبد الله صل (سنغالي الجنسية).
أدركناه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكان من أعز أصدقاء الدكتور موسى عمر كيتا، فتعرفت عليه عن طريقه، فأحبني وقربني لما كان يرى من حبي للعلم وأهله.
وكان منذ ذلك الحين يعاني من أمراض لكن همته كانت أقوى من المرض، فواصل دربه حتى أكمل مرحلة الدكتوراه في الفقه، ثم رجع إلى بلده مدرسا ومعلما، وداعيا إلى الله.
إن فضيلة الدكتور مود عبد الله صل من القلائل الذين رأيتهم متمكنين في علوم الآلة والغاية، فقد كان بارعا في اللغة العربية نحوها وصرفها، وبلاغتها وأدبها، بل كان شاعرا مجيدا.، وهو في الفقه لا يشق له غبار، وفي أصوله كان آية، مع تضلعه في علم المنطق، وكان يمازحني دائما (أبا جام لا بد من أن تأتيني لأدرسك علم المنطق)، فكنت أجيبه بكلام شيخ الإسلام (علم المنطق لا يحتاج إليه الذكي، ولا يفهمه البليد).
كان فضيلة الدكتور على أخلاق عالية، كل من جالسه أحبه، متواضعا بشوشا ضحاكا، ينشر الابتسامة على وجوه من معه، حديثه مع الشباب دروس وفوائد، يحث دائما على العلم والاجتهاد وينشر الفضائل في الناس…..
اللهم إن عبدك قد رحل عن هذه الدنيا الفانية وخلفها وراء ظهره، وأقبل إليك يا رب وأنت خير المنزلين، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه عنه، وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، واجعل معاناته مع الأسقام طهارة له ورفعة في درجاته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون!