السنغال ممتنة لجنرال فيدرب السفاح السفاك الفرنسي ؟
يقول ابن خلدون : ” المغلوب مولع أبدا بالاقتداء بالغالب …”
أتصدق علينا -نحن السناغلة – هذا القول ، أم أن بيننا وبين فرنسا المستغلة البغيضة علاقة عشق طواعية ، تتجدد أواصرها بشكل مستمر جيلا بعد جيل؟
أم أننا مغلوبون على أمرنا ، وأن ربقة القيود الاستعمارية لا زالت تكبلنا ؟!
إن مما يدمي القلب ، ويصيبه من كمد إن كان في القلب مثقال ذرة من الكرامة والإباء ، وجود تمثال لجنرال فيدرب السفاح السفاك في قلب مدينة سانلويس ، مدينة تحمل في طياطها مادة تاريخية دسمة ، ولها وزن ثقيل في ميزان التاريخ السنغالي – خصوصا – والغرب الإفريقي – عموما – .
تمثال مكتوب تحته بكل وقاحة : عبارة العار هذه” السنغال ممتنة لك ” وأي سنغال تمتن لذلك السفاح السفاك الذي ارتكب مجازر، واقترف مذابح ، وفعل أفاعليه الوحشية التي فعلها وهو من المجرمين ، بحيث قتل وشرد ألوف النفوس ، وسماها انجازات !
فتعال -أيها القارئ الكريم- لنقف على إنجازات فيدرب المجرم : لقد قال في كتابه ” جورنال ده لاروت ” ( أنه أحرق خمسا وعشرين قرية في ” والو” عام 1854م ومن بينها ” اندير” ثم أحرق الشيخ الذي كان فيها إماما ، وفي 25 فبراير 1855م قتل مئة شخص وأسر منهم مئة وخمسين مقاتلا، ونهب جيشه من أهل ” والو” ألفي بقرة وثلاثين حصانا وخمسين حمارا ، ثم أحرقوا قرية ” غاني ” في منتصف الليل من فاتح أكتوبر سنة1855م ، كما كتب أن هناك شيخا معروفا باسم الشيخ مصطفى ، كان حليفا للشيخ الحاج عمر الفوتي ، أنهم قتلوه وأحرقوه جهارا ، قال انهم طبقوا نفس العملية على الشيخ عبد الله آج ، ثم أضاف قائلا، سمعنا أن جيشا تابعا للشيخ ألحاج عمر الفوتي غادر من قرية ” كارتا ” إلى قرية ” بوردي “
وهي قرية قريبة من ” باكل ” بقيادة تيرنو دولي هاجمناهم وقتلنا منهم خمسين شخصا ، وأخذنا منهم أربعمائة أسيرا.)
هكذا سجل جنرال فيدرب في جريدته العسكرية ، أعماله الوحشية على أبناء الدولة على أنها إنجازات يفتخر بها .
وهل يستحق من قام بارتكاب مثل هذه الجرائم الهمجية الشنيعة في حق الشعب السنغالي العزيز أن ينصب له تمثال ، تبجيلا وتعظيما له ، بله ترميمه وإعادته إلى مكانه من قبل رئيس بلدية سان لويس وصهر رئيس الجمهورية الحالي دون أدنى حياء ، بعد أن أسقطته العاصفة أرضا! ، ذلك !
نتمنى أن يصل الشعب إلى درجة من الوعي والحزم يدفعانه إلى مطالبة الحكومة بطمس المعالم الاستعمارية المتبقية التي تهدف إلى ترسيخ الجذور الاستعمارية ، وتخليد العقلية الدونية للاستعمار الفرنسي الغاشم .
ونحيي ما قام به المتظاهرون في مدينة بريستول البريطانية بإسقاط تمثال أدوارد كوليستون ، تاجر العبيد ، الذي مات سنة -1721-.
حيث دفعوا التمثال إلى النهر و ألقوه في الماء.
إن أسماء الشوارع والأماكن العامة للدولة ينبغي أن تكون مرآة تعكس أعمال رجال الوطن ، الذين بذلوا النفس والنفيس في سبيل الوطن ، وكرسوا حياتهم في الكفاح والنضال دفاعا عن الإنسان وحريته ، وكرامته الإنسانية .
وليست أداة لتلميع الوجه الاستحماري الاستخرابي الذي أذاق العباد والبلاد ويلات عديدة ، بطي الصحفات الإستعمارية المظلمة المؤلمة ، كسبا لود فرنسا المزعوم الذي لن نناله أبدأ !
كتب: شرنج جاه