Articles

الديمقراطية.. بمواصفات سنغالية !

الحاج عبد الله امبي

هل أتاك حديث الديموقراطية ، الكلمة اللغز ،بل الكلمة الحلم التي طالما ركنت في رفوف النسيان وكانت في الأغلب مجرد شعار يستعمل للتضليل والتمويه.
هذه العبارة الجديدة القديمة التي أطلت علينا من جديد،نفض عنها غبارالسنوات العجاف،وعاد لها توهجها وبريقها،فتكاثرت وتداول بكيفية لافتة للانتباه،وأصبحت حديث الساعة بل حديث الشارع والمجالس و القنوات التلفزيونية والاذاعية والصحف،انتشرت في كل الأماكن ..!
الكل يتحدث عن الديموقراطية بطريقته الخاصة.
لاعجب ولا غرابة في اختلاف المفاهيم وتداخلها،فالشعب السنغالي بكل مستوياته وطوائفه يطوعها ويشكلها حسب مقاسه وفهمه،وهذه الأيام وبعد مرور 22عاماً على اندلاع الثورة المجيدة في عهد الرئيس السابق عبد الله واد انتفض الشعب من سباته ، فكان الانفجارالذي خرج عن السيطرة،والحقيقة يمكن اعتبار هذه الظاهرة نتيجة حتمية لمخلفات ورواسب تراكمت عبر سنوات خلت ، مورست خلالها شتى أنواع التهديد والاستبداد عاشهما الوطن.
لا تتفاجأ أيها الشعب الأبي كثيرا لمثل هذه الخروقات والتجاوزات،فكلنا يعلم جيدا ما فعله النظام الحالي بافراد هذا الشعب حيث وقع تكميم الافواه وتهميش البعض من الطبقة المثقفة،الشاعرة بالأخطار المحدقة بهذا الوطن العزيز، بل حوربت هذه الأصوات الحرة التي انتقدت سياسة الحاكم ، وكشفت المستور،و زج بهم في السجون والأحسن حظا كان مصيرهم المنفى.
ولنقل ان هذا الحدث الذي عشناه بكل جوارحنا ومشاعرنا كان متوقعا.
لذا ليس من السهل المرور من مرحلة إلى مرحلة جديدة بطريقة سلسة، بل العكس ستكون الطريق مزروعة بالاشواك.
وهذا في الحقيقة ما يحدث اليوم على أرض الواقع،في البلاد تصدعات وانشقاقات واضرابات ،الكل يطالب بطلبات كلها آنية يمكننا الجزم أن المواطن وبطريقته الخاصة،اخترع وابتكر ديموقراطية حديثة،يمكن أن نطلق عليها-الديموقراطية … بمواصفات سنغالية وانما الطريقة المتوخاة من طرف بعض الناس والمتمثلة في إغلاق الطروقات،وتعطيل مصالح المواطنين،و واستخدام الالفاظ النابية،للأسف الشديد هذه الأفعال لاتمت للديموقراطية بصلة ، يمكن ادراجها في خانة الأفعال المذمومة وغير المسؤولة.
هكذا فهمنا الديموقراطية ، وعلينا البحث عن سبب الداء،وعلينا أن نتساءل لماذا افتقدنا روح المواطنة ؟ وصرنا في مفترق الطرق؟لاي جهة نوجه الاتهام،هل نلوم ابناء هذا الوطن ونحملهم مسؤولية ما يحدث ؟
لقد فقد الشعب الثقة في السلطة واتسعت الهوة بينهما.
ساقولها بالصوت العالي،لن يكون شعبنا هذه المرة كبش فداء،ابحثوا عن البؤرة الحقيقية لتصدع القيم في مجتمعنا.
نرجو من الحكومة الحالية الاقتراب أكثر من الموظفين الحكوميين وإمعان النظر في ظروفهم المهنية والاجتماعية والقيام باصلاحات جذرية وعميقة في صلب المؤسسات،بهذا فقط نستطيع التخلص من الاعتصامات والاضرابات المتكررة.
في الاخير،يجب الاعتراف باننا في الخطوات الأولى من الديموقراطية،ومفهوم الديموقراطية هي أن يعي كل مواطن حقوقه وواجباته ، ماله وما عليه وتنطبق على الشقين : الرئيس وشعبه ،المدير وعماله،الزوج وزوجته والاب وابناؤه.
اخي القارئ،الحرية والديموقراطية لاتعني الاعتداء على حرية الاخرين ، وكما يقول المثل الفرنسي:(تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية غيرك).صبرا ياشعبي العزيز،لاتستعجل قليلا من الوقت،لنبتعد عن المهاترات الزائدة،ونضع اليد في اليد ونتماسك ونتعاون لنصبح مثل تلك الشعوب الضالعة والعريقة في الديموقراطية والحرية.

أكاديمي سنغالي/الجامعة الاسلامية بولاية منيسوتا الأمريكية-فرع السنغال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى