الدكتور بكري صمب ل”
Medi tv” المغربية : إنجاز مجمع الشيخ الخديم التعليمي
يعيد لقارة إفريقيا مكانتها العلمية عبر التاريخ
تدشين هذا الصرح العلمي الكبير ينهي مرحلة طويلة استغرقتها أفكار وأعمال حول بناء قبلة علمية في مدينة طوبى. والشيخ الخديم، قال في أحد أبياته: “واجعله دأبا مسكن التعلم …. وموضع الفكرة والتفهم”،
وكان يقصد مدينة طوبى، مما يعني أن الشيخ كان يريد لطوبى أن تكون مركزا علميا يأتيها الناس شرقا وغربا، فهذا الإنجاز التاريخي تجسيد لرؤيته تلك.
وأرى أن هذا الحدث العظيم يحمل دلالة قوية على الأعمال الكبيرة الطموحة التي تصدّى لها الخليفة الشيخ محمد المنتقى منذ وصوله إلى الخلافة، مع وضع الإنجازات العلمية على رأس الأولويات.
والقارة الإفريقية كانت بالأمس حاضنة علم غزير، مع جامعات كثيرة كجامعة تمبوكتو وشنقيط وغيرها، رغم أن الجيل الحالي من الدارسين يقصدون العالم العربي لطلب العلم، فالجامعة فرصة سانحة لتقليص هذه الرحلات وتكوين الشباب في عقر ديارهم. والمجمع العلمي هذا مؤشر قوي على أن إفريقيا تسترجع مكانتها التي كانت تتبوّأها بالأمس مع عدد كبير من مراكزها العلمية. هذا من جانب. ومن جانب آخر، فإن مجمع الشيخ الخديم أتى ليحل مشكلة عوبصة كان المستعربون يواجهونها وهي عدم التخصص بالعلوم التقنية والمهنية، فبعذا الصرح العلمي ستتحقق لهم فرصة سانحة لدراسة هذه المواد للإنخراط في سوق العمل، وفي النهاية فإن هذا الإنجاز العظيم يعطي لطوبى مكانة استراتيجية على الصعيد الإقليمي والدولي، حيث أنها تقدر من الآن على تبليغ العالم الرسالة السلمية للإسلام ، على خلاف ما نرى في أماكن أخرى.
المدير الإقليمي لمعهد تمبكوتو