actualite

الإمام أحمد دام انجاي في حوار مع “لوبس”الحكومة خائفة لأنها تعتقد أننا نطالب بدولة إسلامية

عاد الأمين العام لرابطة الأئمة والدعاة في السنغال، الإمام أحمد دام انجاي ، في هذه المقابلة المخصصة لصحيفة لوبسرفاتور ، إلى القضايا المخلة بالشرف و تهريب المخدرات الذي يذكر تورط بعض الأئمة فيها، بالإضافة إلى الاتهامات الموجهة إلى بعض زملائه الأئمة ، حيث يعتقد الإمام انجاي أن الوقت قد حان لإعادة تنظيم الشؤون الدينية في السنغال ، بمشاركة الحكومة ، و يقول متأسفا : إن 《 الدولة خائفة من خوض النقاش حول ملف تنظيم الشؤون الدينية 》
و إليكم نص الحوار:

س١- في منطقة كولدا ، في بلدة بوروكو الواقعة ب (مدينة يورو فولا) ، توجد جماعة إسلامية يدعي زعيمها أنه نبي ، هل ممارسات هذه الجماعة تتفق مع الإسلام؟

لقد ارتد عن الدين الإسلامي في الوقت الذي أعلن فيه نفسه (نبيًا). لأننا نقرأ في القرآن الكريم أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خاتم الأنبياء ، و قد تنبأ النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بمجيء ثلاثين كذبة بعده يعلنون أنفسهم (أنبياء). هناك ثلاثين نصوص على الأقل تذكر أنه لن يكون هناك نبي آخر بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكان مسيلمة الكذاب أول من أعلن نفسه نبيا، و بعد ذلك هاجمه الصحابة رضوان الله عليهم ثم قتلوه. لذا فقد قدم الإسلام حلا لهذه المشكلة منذ فترة طويلة و هي ليست ظاهرة جديدة، لكن المشكلة تكمن في الناس الذين يؤمنون بها. فالمسلمون الحقيقيون ليس لديهم مشكلة مع هذه الممارسات ، لذلك لا يترددون في إخبار هؤلاء الذين يدعون أنهم (أنبياء) بأنهم يكذبون. و عليه، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم هو آخر أنبياء الله صلوات الله و سلامه عليهم ، و لا يوجد غيره.

س٢- ماذا كان رد فعلك عندما رأيت هذه الممارسات؟

نحن لن نتوقف أبدًا عن إدانة هذه الأنواع من الممارسات التي لا تخدم الإسلام. هذا لأن الإسلام لم يعد لديه قوة ، ولهذا السبب ينخرط بعض الناس في هذه الممارسات لأن لا أحد يجرؤ على المساس بهم. الإسلام يحرم العنف بالفعل، و الدولة فقط هي القادرة على التصدي لهم، فلا يسعنا إلا أن ندينهم وبدعم من جميع المسلمين.

س٣- إلى جانب من يسمون أنفسهم بالأنبياء ، هناك أئمة منخرطون في قضايا متعلقة بإخلال الشرف وتهريب المخدرات …

في السنغال ، هناك الكثير من الأشخاص الذين يطلق عليهم لقب الإمام ، رغم أنهم ليسوا أئمة. في داكار وفي مناطق أخرى ، الكثير يسمون أنفسهم أئمة. لست هنا للدفاع عن الأئمة، لكنهم بشر مثل الجميع، يمكنهم ارتكاب أخطاء مثل أي شخص آخر فهم ليسوا معصومين، هذه أشياء يمكن أن تحدث لأي شخص، كما يمكن أن يكون مرضًا يُعالَج.

س٤- ما هي معايير اختيار الإمام؟

لا يتمتع الأئمة بالمكانة التي يستحقونها في السنغال ، ولهذا السبب هناك الكثير من الفوضى. يجب على الإمام أن يستوفي ثلاثة شروط:
١- الشرط الأول : يجب أن يكون ملما بالشريعة
٢- الشرط الثاني : يجب عليه أن يواكب عصره و يبحث عن المعلومات و يوظفها بصورة تتقف مع الشريعة مع مراعاة الظروف الزمكانية.
٣- الشرط الثالث : يجب أن يكون للإمام موقف حازم عندما يتطلبه الموقف، فيقول : نعم ، أمام الحق ، و يقول : لا ، في وجه الباطل دون تردد. لا ينبغي للإمام أن يعزل نفسه لأنه قد يفقد الكثير من الأشياء، و لا يتمكن من الوصول إلى المعلومات، ولا يملك الشجاعة للتصريح حول أشياء معينة. ولهذا السبب أنشأنا رابطة الأئمة والدعاة في السنغال وهي إطار لتبادل العلم الشرعي لأننا نظل متعلمين دائما.
و لقد عملنا على توسيع الرابطة ونأمل في عضوية العديد من الأئمة في جميع أنحاء البلاد حتى يكون لدينا سيطرة على الجميع، ونكون قادرين على تكوين أعضائنا.

س٥- فهل تنوي رابطتكم محاربة هؤلاء الأئمة الفاسدين؟

نحن في بلد علماني، ليس لنا الحق في منع أحد من ممارسة طقوساته شعائره الدينية في السنغال. لقد أصبح الكثيرون أئمة بفضل أسرهم و عائلاتهم، لذلك فدورنا الآن يتمثل فقط في توعية الناس بأن حمل لقب ( الإمام ) ليس مخصصا لكل أحد ، ثم الإصرار على التدريب و التكوين.

س٦- ألا يجب خلق إطار عمل للإمامة في السنغال؟

يمكننا أن نفعل ذلك إذا كانت لدينا تلك السلطة، و قد أنشأنا هذا الإطار بالفعل للتعبير عن آراءنا.
يحتاج البعض إلى التكوين الذي سيمكنهم من فهم دورهم في المجتمع، لأن الإمام يتحمل مسؤولية جسيمة في المجتمع و هو مسئول أمام الله، لذلك ينبغي أن يكون حسن السلوك، كما يجب عليه أن يقوم بتضحيات من أجل الدين. إنها وظيفة ليست سهلة وتتطلب الكثير من الوقت.

س٧- هل طلبتم من الدولة إعادة تنظيم الشؤون الدينية؟

لقد قلتها مرارا و تكرارا : نحن نواجه مشاكل جمة تفرض على المواطن السنغالي المسلم احترام الدولة، كما تفرض عليه القتال من أجل دينه. ينبغي أن تكون هناك مشاورات بين الدولة ومختلف الكيانات الدينية. لا ينبغي للدولة أن تتهرب من هذا النقاش ، فنحن لم نطالب دولة إسلامية ، لكننا نريد أن تفهم هذه الدولة أنها تحكم شعبا متدينا، و هذا الأمر لا علاقة له بالعلمانية. أنشأت العديد من الدول مجالس إسلامية عليا، تتحدث باسم جميع المسلمين و مع ذلك بقيت على علمانيتها. لقد طلبنا ذلك لكنه لم يتحقق حتى الآن لأن الحكومة خائفة لأنها تعتقد أننا نطالب دولة إسلامية. لقد وضعنا مذكرة قبل الانتخابات وأردنا مقابلة جميع المرشحين في ذلك الوقت لتسليط الضوء على المشكلة لأنه يجب حلها بشكل نهائي لإعادة البلاد إلى المسار الصحيح. للأسف ، لم نتلق ردا إيجابيا ولم يرد علينا أحد. ليست الدولة وحدها هي التي تخشى إعادة تنظيم الشؤون الدينية، بل هناك مسلمين أيضا لا يريدون ذلك.

س٨ – بصفتك الأمين العام لرابطة الأئمة و الدعاة في السنغال ، هل سبق لك أن أجريت تحقيقات لمعرفة ما إذا كان الأئمة هم الذين يشاركون بالفعل في قضايا مخلة بالشرف أو تهريب مخدرات؟

لم نقم بإجراء استفسارات لمعرفة التفاصيل الدقيقة في القضايا الأخيرة التي أشرت إليها الآن لأن الكثيرين ليسوا أئمة، لكن يجب أن ندرك أن هناك أيضًا اتهامات ومؤامرات ضد الأئمة. اسمحوا لي أن أقدم لكم مثال الإمام الذي اتهم بإدارة حانة في غران يوف، لقد أجريت تحقيقات و حتى الآن لم يقدروا على إظهار هذا الإمام.

ترجمه الصحفي محمد منصور انجاي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى