الإمارات العربية المتحدة تحتفل بعيد الاتحاد الخمسين.
في 2 ديسمبر من كل عام، تحتفل الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني الذي يحيي ذكرى قيام اتحاد الإمارات السبع علي يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وتصادف احتفالات هذا العام باليوبيل الذهبي للدولة او عيد الاتحاد الخمسين.
وسيكون عيد الاتحاد الخمسين مناسبة سعيدة يحتفل فيها الإماراتيّون شعبًا وقيادةً وحكومة وحتّى المقيمين في دولة الإمارات العربية المتّحدة بهذا الحدث، الذي يحمل ذكريات تأسيس اتّحاد الإمارات السّبع وهي : أبوظبي ودبي ورأس الخيمة والشارقة والفجيرة وأم القيوين وعجمان.
وبحسب ما أعلنه صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة، (حفظه الله) أن عام 2021 هو “عام الخمسين” في دولة الإمارات، وتعد هذه الأيام فرصة لتأمّل المسيرة الناجحة لـ “الحالمون الأوائل”، ونحن إذ نحتفل بذكرى مرور خمسون عاما على تأسيس دولة الإمارات منذ عام 1971، تتطلع الدولة إلى السنوات الخمسين المقبلة، متحلّيةً بنفس الطموح والعزم و التفاؤل.
ويقول الإعلاميون الإماراتيون أن عيد الاتحاد الخمسين يجسد مسيرة 50 عاما من الاستثمار في بناء الإنسان ويعدّ نقطة تحوّل إستراتيجية للاحتفاء بالرّحلة الإنسانية الفريدة للخمسين عامًا الأولى من تاريخ الإمارات، كما سيبدأ فيه إعداد أمة للتحوّل الفاعل والمستدام الذي تنتظره الإمارات في الخمسين عامًا القادمة.
ولأول مرّة في تاريخ الإمارات، تبدأ الاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية قبل خمسون يوما من تاريخ الثاني من ديسمبر، في مبادرة تحمل شعار “خمسون يوما للخمسين”، وتتضمن مظاهر الاحتفال في الدولة العديد من الأنشطة منها: زيارة المناطق والوجهات السياحية واكتشاف أماكن جديدة في جميع أنحاء الدولة وأداء النشيد الوطني للإمارات، والمشاركة بصور لمواقع مختلفة في الدولة والتي تمثل ذكرى خاصة بالنسبة للإماراتيين.
وتُعتبر هذه المُناسبة في دولة الإمارات العربيّة المتحدّة، من أهم المُناسبات الاحتفاليّة للإمارات ويَشهد هذا اليَوم تنظيم عددا واسعا من الفعاليات المهمّة التي يشارك فيها المُواطنون في أجواء تملأها الفَرحة والسّرور، فهي الذكرى التي حققت عدة مكاسب لجَميع الإماراتيين، وهي ثمرة لجهود الآباء المؤسسون الذين لم يدخروا جهدا في سبيل توحيد وتطوير هذه الدولة الفتية.
إكسبو 2020: اليوبيل الذهبي للإمارات والاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين– مشاركة السنغال في الفعاليات
في مقر معرض إكسبو بدبي، تحتفل الإمارات والعالم أجمع باليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، وهي مناسبة لإظهار الانجازات الاستثنائية التي حققتها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) في فترة تعتبر قياسية وقصيرة جدا في عُمر الأمم حتى أصبح اسمها مرادفا لثقافة
المستحيل.
و يُقام إكسبو 2020 دبي في الفترة من 1 أكتوبر 2021 إلى 31 مارس2022 تحت شعار “تواصل العقول وصُنع المستقبل”، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وبالتزامن مع اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشاركت السنغال برئاسة فخامة ماكي سال في فعاليات إكسبو دبي حيث أكد بأن المعرض يمثل تجمعا عالميا للأمم، يساهم في نشر السلام والحوار والتعايش بين مختلف الثقافات والحضارات، وأضاف أن إكسبو دبي يمثل فعلا ما يحتاجه الناس للعيش بسلام وتفاهم واحترام مع بعضهم البعض، مع الحرص على تبادل الخبرات المكتسبة فيما بينهم لتحقيق المزيد من التطور والتقدم والرفاهية والحفاظ في الوقت نفسه على البيئة، وهي القيم التي تجسدها مشاركة السنغال في هذا الحدث الدولي.
ويقول مسئولون سنغاليون حضروا في هذه الفعاليات أن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة تشهد لحظةً تاريخية استثنائية مع انطلاق إكسبو 2020 دبي، الذي يعد الحدث الأهم في العالم من خلال اجتماع 192 دولة ومنها السنغال على اختلاف ثقافاتها وتجاربها وتاريخها، مؤكدين أن الإمارات أثبتت للعالم أنها دولة قادرة على مواجهة التحديات، وأنها الأقدر على الخروج من الأزمات عبر خلق الفرص وصنع الأمل.
وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله ) صرح أن “إكسبو 2020 دبي يشكل احتفالية إنسانية بأرقى منجزات الدول وإبداعاتها وابتكاراتها، وهو فضاء لاجتماع العقول والأفكار والخبرات والتجارب الإنسانية. كما يساهم هذا الحدث العالمي في اكتشاف آفاق جديدة من التعاون وبناء جسور الثقة بين الشعوب وتعزيز العمل المشترك لبناء مستقبل أفضل للبشرية عنوانه “السلام والاستقرار والازدهار للجميع”.
ويمثل إكسبو 2020 دبي روح الاتحاد التي تجمع العالم من أجل العمل المشترك، والإلهام بإيجاد حلول لأبرز التحديات العالمية، وتشكيل ملامح غد أفضل للإنسانية ولكوكبنا.
التوجه الإماراتي في القارة الإفريقية واستثماراتها فيها
تعد أفريقيا واحدة من أكثر أسواق العالم استقطابا للاستثمار الأجنبي المباشر، لما تتمتع به من فرص استثمارية هائلة في قطاعات حيوية وإستراتيجية مهمة لدولة الإمارات مثل الطاقة المتجددة والزراعة والخدمات اللوجستية، ومعروف أن لأفريقيا طبيعتها الخاصة، وتحالفات دولها واقتصادها الصاعد، وسياسات الدول الأوروبية تؤثر عادة سلباً على دول القارة خاصة الإستراتيجية منها ، والتي تحتوي على ثروات طبيعية هائلة.وتسعى دولة الإمارات لتوطيد أواصر التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري مع قارة أفريقيا، خصوصاً أن هناك رؤى مشتركة بين الجانبين لتحقيق التنمية المستدامة عبر مشاريع تخاطب المستقبل.
و خلال السنوات القليلة الماضية أظهرت الإمارات اهتماماً ونفوذاً في أفريقيا من خلال التحالفات السياسية، ودبلوماسية المساعدات، والاستثمارات، وعقود بناء الموانئ، حيث أصبحت الاستثمارات الإماراتية في أفريقيا أو أي دولة في العالم مصدر ترحيب من الأفارقة.
إن التوجّه الإماراتي نحو إفريقيا يقع ضمن حرص الدولة على الانفتاح على العالم بقواه كلها، المتقدمة منها والنامية، وسعيها إلى تمتين علاقاتها مع جميع الدول على الساحة الدولية، و يكتسب هذا التوجه أهمية خاصة نظرا لعدة اعتبارات مهمّة أولها :أن هذا التوجّه يعكس إدراك دولة الإمارات بأهمية إفريقيا السياسية والاقتصادية، وضرورة تطوير العلاقات معها وتمتينها في كافة المجالات وهذا ما أشار إليه بوضوح سموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في فبراير الماضي، حينما أكّد على أهمية تقوية الشراكة الإستراتيجية بين الخليج وإفريقيا وأن دولة الإمارات يمكن أن تقوم بدور كبير في هذا الإطار.
ثانيها أن تطوير العلاقات مع الدول الإفريقية يمثّل دعماً سياسياً مهماً لدولة الإمارات العربية وقضاياها على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث يمثّل وقوف إفريقيا إلى جانب الإمارات دفعا قويا لجهود الإمارات في إحلال السلام ودعم التنمية المستدامة حول العالم.
ثالثها أن التطوّر الكبير الذي شهدته قارة إفريقيا خلال السنوات الماضية جعلها منطقة هامة على المستويين الاقتصادي والسياسي، مما دفع بقوى عديدة، إقليمية ودولية، إلى الاهتمام بها والعمل معها على مستويات مختلفة، ولهذا تعمل الإمارات على التفاعل مع هذه التحوّلات والحرص على أن تكون في قلبها وليست بعيدة عنها.
رابعها أن هناك أسساً تاريخية وجغرافية واقتصادية قوية لعلاقات فاعلة بين إفريقيا والإمارات. خامسها أن دولة الإمارات من الدول الداعمة للتنمية في القارة السمراء، وهنا يبرز دور “صندوق أبوظبي للتنمية” في دعم العديد من مشاريع التنمية في دول إفريقية مختلفة، سواء من خلال القروض أو المنح التي تقدّر بملايين الدولارات، فضلاً عن ذلك فإن دولة الإمارات، اتّجهت خلال السنوات الماضية نحو توسيع الاستثمار في إفريقيا، وتسيير رحلات الطيران إلى أكثر من مدينة في شرق و غرب القارة الإفريقية.
إن مظاهر الترحيب والاحتفاء الكبيرين بسموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، في جولته الإفريقية تشير إلى الرصيد الإيجابي لدولة الإمارات في القارة السمراء واهتمام دولها المختلفة بدعم علاقاتها معها في المجالات كافة، وهوما يمثّل قوّة دفع لروابط أفضل وأعمق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
العلاقات بين الإمارات مع السنغال
تتميز العلاقات بين الإمارات و السنغال، والتي دشنت رسمياً في عام 1973 بأنها علاقات تاريخية وواعدة بالنظر إلى حجم الفرص والمشاريع القائمة بين البلدين.كما ترتكز العلاقات وفقا للمراقبين على أسس متينة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل وحرص قيادتي الدولتين على تعميقها وتطويرها في جميع المجالات. وتنظر الإمارات إلى السنغال على أنها من أبرز الدول ضمن شبكة علاقاتها الإستراتيجية مع القارة الأفريقية، ومن هذا المنطلق جاء افتتاح السفارة الإماراتية في داكار منذ عام 2008.
ودعمت الإمارات جهود التنمية بالسنغال، حيث ساهمت في تمويل العديد من مشاريع النقل والتعليم في السنغال.
كما تحرص الإمارات على تقديم المنح الدراسية للطلبة السنغاليين للدراسة في الجامعات الإماراتية ومنها جامعة السوربون، فضلاً عن دعمها لبرامج تمكين المرأة السنغالية. واختارت الإمارات العاصمة السنغالية داكار لتكون مقراً لمركز “محمد بن زايد للابتكار وريادة الأعمال” المتوقع أن يتم افتتاحه كمركز إقليمي لدعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في 2021.وسيساهم المركز، بشكل واضح، في تعزيز جهود التنمية التي تبذلها حكومة السنغال وحكومات الدول المجاورة لدمج الشباب وتمكينهم من المساهمة الفعالة في الأنشطة الاقتصادية ومساعدتهم على بناء اقتصاد معرفي مستدام.
وتعد السنغال أحد أبرز الدول المستهدفة بحملة “مدى” التي أطلقتها دولة الإمارات بهدف دعم جهود مكافحة الأمراض المدارية المهملة وخاصة داء العمى النهري الذي يحرم ملايين الأطفال من متابعة دراستهم ويتسبب ببطالة ملايين البالغين.
الإمارات الداعم والشريك الأول للسنغال
وعلى المستوى الاقتصادي، تحتل دولة الإمارات المرتبة الأولى بين الشركاء التجاريين للسنغال في العالم العربي، خاصة في قطاعات المعادن النفيسة والمواد الكيميائية الأساسية والبتروكيماويات التي شكلت الجزء الأكبر من التجارة الثنائية للسلع في السنوات الماضية.
وارتفع حجم التبادل التجاري بين الإمارات والسنغال من حوالي 494 مليون دولار أمريكي في 2015 إلى 626 مليون دولار أمريكي في 2018.
ومن المقرر أن تقيم سفارة الإمارات العربية المتحدة بالسنغال وبإشراف سعادة السفير سلطان علي الحربي عيد الاتحاد الخمسين في فندق راديسون بداكار، بحضور كبار المسئولين في الحكومة السنغالية و رجال الأعمال و المستثمرين والإعلاميين، وذلك لمزيد دعم العلاقات المميزة والواعدة بين البلدين الصديقين.
هذا ويتقدم الشعب السنغالي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا بأطيب التهاني بمناسبة الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة.