actualite

إنها هي .. اللغة العربية

د. محمد موسى كمارا

شاركت اليوم في المؤتمر العالميّ السّابع لقسم اللّغة العربيّة وآدابها، المقام في الجامعة الإسلاميّة العالميّة بماليزيا، فرأيت النّاس من مختلف الأماكن والمواطن، يخاطبون غادةً حسناءَ، وكلّهم باذلٌ أقصى جهده في تزيينها بكرائم الحلى ونفائس الأزياء، فلمّا سألت عن اسمها، وعن سبب تعظيمها وتكريمها، قيل إنَّها اللّغة العربيَّة التي حملت أسمى الرّسالات إلى البشر جميعًا، وحلاها وأزياؤها هي هذه البحوث المقدَّمة في علومها، وهذه الدّراسات المعقودة حول أبوابها؛ فهذا يتناول بلاغتها ونحوها وصرفها، وذاك يدرس الرّوايات والقصص المنسوجة بها، وآخر ينظر فيما فضل عن ذلك من قوانين شعرها البديع، وأفانين نثرها الرّفيع، وعلائقها بغيرها من اللّغات، وأساليب تعليمها وتدريسها في المدارس والجامعات.
وترى الباحثين مختلفين في منابع العرق، متباينين في مواطن الميلاد، متشعّبين في الألسنة والألوان، ولكنَّ العربيَّة أفاضت عليهم من عباءتها الواسعة، وأشرقت عليهم بنورها الوضّاء، فاتّحد الغرض، واتّفقت الغاية، وكان اللّسان واحدًا غير متعدّدٍ، مفهومًا عند كلّ أحدٍ، لا يغيب من فهمه إلّا بمقدار التّفاضل في العلم، والتّفاوت في المعرفة.
إنَّ هذه اللّغة الشّريفة تسير حيثما سار القرآن، وتدخل أينما كان الإسلام، وقد جمع أعداؤها المال والنّشب، وبذلوا ما يملكون في تشويه صورتها، وتعمية معالمها، والصّرف عن حياضها، فكان جزاؤهم أن يحتفي بها بلدٌ غير عربيّ، وما أكثر أمثال هذا البلد! وأَكْثِرْ بِنظائر هذا المؤتمر! فلترغم أنف كلّ خصمٍ ألدّ، ولتخلد العربيّة إلى الأبد.

كاتب وباحث من غينيا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى