Articles

إلى فخامة الرئيس ماكي صال مع التحية

بقلم/ أ.فاضل غي

يهمني يا سيادة الرئيس وبلادنا تجتاز حالة إحتقان غير مسبوق أن أوجه إلى فخامتكم هذه الرسالة المفتوحة لأطلب منكم التحرك لتهدئة الأوضاع ، تكلم يا سيادة الرئيس فلا يليق بك السكوت الآن بعد هذا العنف وهذه المواجهات الدامية بين الشباب وبين قوات الأمن ، الشارع السنغالي يغلي والمواجهات بين الشباب ورجال الشرطة والدرك تشتد ساعة بعد ساعة ، حتى أن بعض المواطنين لقوا حتفهم من فرط المواجهات ، والحل في حقيقة الأمر بيد سلطتك التنفيذية يا فخامة الرئيس .
يقول الناس بأن وراء قضية سونكو مؤامرة سياسية ضده ، والذي يهمني أنا في هذا الصدد أكبر وأهم من تصفية حسابات سياسية ، فالسنغال أكبر منكم جميعا ، كلنا سنذهب وتبقى البلاد ، فالقضية مصيرية سيادة الرئيس .
فاوض ضميرك وناقش نفسك يا رئيس البلاد، واحذر من بعض الحاشية والمستشارين ، الذين لا تهمهم إلا مصالحهم المادية الخاصة ، ولا يفكرون في مستقبل البلاد ولا في تقدمها ، ولا في الفتنة التي تخطو البلاد إليها بخطى حثيثة.
تذكر يا فخامة الرئيس بأنك كنت في الأمس القريب مواطنا عاديا مثلك مثل أي سنغالي آخر ، فأكرمك ربك الذي هو مالك الملك يعطى الملك من يشاء ، وينزع الملك ممن يشاء وأصبحت على رأس هذه الدولة ، تذكر بأنك كنت في موقف صعب فتعاطف معك الجميع ، وكنت ضحية لظلم فساندك جل السنغاليين حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم ، أدعوك سيادة الرئيس إلى إنهاء هذه الأزمة وتلطيف هذه الأجواء المتوترة ، فأنت رئيس هذه الجمهورية ، وكل السلطات الأخرى تحت حيازتك ، واصرف نظرك عن كل من يشجعك على المضي قدما في القضاء على خصم سياسي ، هي معركة وإن كسبتها اليوم فستخسرها غدا ، لأن الملك لا يدوم ، فلو دام لغيرك لما وصلك إليك .
المؤشر خطير يا سيادة الرئيس ، بل هو جد خطير ، وقد ظلت بلادنا السنغال مشهورة بالأمن والاستقرار والأمان ، على اختلاف الأنظمة السياسية التي تناوبت على رأس الدولة.
نعم كانت هناك أعمال عنف و شغب في تاريخ بلادنا ، لكنها انتهت بتراجع السلطات التنفيذية لصالح الشعب.
إن السنغال يا صاحب الفخامة ينتظر منكم الحكمة وحسن قراءة أوضاع الدول المحيطة بنا ، فالظروف الحالية مختلفة تماما ، فبعض دول الجوار تعيش فتنة الإرهاب، وأعداء الرخاء والتطور لبلداننا الإفريقية لنا بالمرصاد، خصوصا بعد ظهور المعادن النفيسة والثمينة في بلادنا ، فكر مليا يا رئيسنا في مصلحة البلاد ، والتراجع لمصلحة البلاد يشرفك ، كل الخلافات يا عزيزي الرئيس تنتهي بالحوار ، وفي البلاد بحمد الله من يستطيعون أن يضعوا لبنة للحديث والحوار الهادف لإنهاء هذا الخطر المحدق ، وتذكر ما بذله أجدادنا من المشايخ والأعيان من تضحيات كي يظل السنغال في أمن وسلام ووئام .
مع قبول تحياتي واحترامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى