إدارة النفقات وقت الأزمة.. اشتشراف للمستقبل
كنب: أبوبكر تيبو سيسي
لا يخفى على أحد ما يعيشه المواطنون في هذه الأوقات، من الضيق والحرج بسبب كورونا، وتداعياته على المستوى المعيشي، فأصبح الجميع يلتزم بالحجر الصّحي الجزئي الذي فرضته الحكومة على الشعب كاحتراز وقائي ضد الفيروس.
وبلا ريب، ستترتب على ذلك تأثيرات سلبية على المردودات المالية للأفراد خصوصا في محيط ”الغرغوليون“ الذين يعتمدون على ما يقتاتون يوميا لإعالة أسرهم. وما أكثرهم في المجتمع!!!
لقد أصبحت يومياتهم في الوقت الراهن أضيق مما مضى؛ إذ من يضطر للرجوع إلى بيته قبل الساعة الثامنة مساء، ليس كمن أُطْلِق إلى حال سبيله يتقلب بين الريحين: زعزع ورخاء. لا شكّ أن الأول مع الزحمة في المدن وصعوبة الحصول على المواصلات، قد لا يستفيد من وقته أكثر من خمس ساعات يوميا. وتصور، كم سيكتسب في هذه الأوقات المحدودة يوميا؟!
بناء على هذا التغير الجذري في نمط حياتنا اليومية المالية، ينبغي علينا التأقلم مع الواقع بتغيير عاداتنا في إدارة النفقات والاستهلاك حتى ننفق أقل، والحرص كل الحرص على الادخار مهما كلفنا الأمر؛ إذ المستقبل غامض جدا في ظل الأوضاع التي تزداد سواء يوما تلو الآخر؛ حيث إذا استمر بنا الحال هكذا، قد نُلجأ إلى الحجر الصحي الكلي بخلاف ما نحن عليه الآن، فيعض يديه كل من لم يتأهب له مسبقا.
ويسهل على الإنسان التكيف مع الوضع إذا فهم أن أيام الحرب ليست كأيام السلم؛ إذ في الأول: الإنسان يحتاج إلى البقاء والنجاة(survivre) دون الترف فيضطر للاكتفاء بما يسد به رمقه بدل التنوّع والتفسح في صنوف الأكلات…. وبعبارة أخرى يجب على المرء في هذا الزمان الصعب أن يعي ويتبنى الحياة التقشفية ضمانا لنفقاته اليومية والمستقبلية في خضمّ هذه الظروف الحرجة والغامضة.
والتنظيم لتحقيق الهدف المنشود لا يحتاج إلى وضع ألف فرضيات للظفر بخطة ذهبية نطبّقها، بل هو أمر عادي يقتصر فقط في نبذ الحاجيات والكماليات ثم الاكتفاء بالضروريات وتقديرها بقرها فحسب مع قليل من الصبر والعزم.
وبالمثال يتضح المقال:
١- إذا كنت تولي اهتماما بالغا للفواكه والمشروبات بعد الفراغ من الوجبات الثلاثة، فاكتف بالوجبات الثلاثة مع الماء فحسب في الوقت الحالي ثم ادخر نفقة الفواكه والخضروات.
٢-لو كان ما تكسبه لا يغطّي سوى الوجبات الثلاثة مثلا، احذف وجبة واحدة في القائمة لتدخر نفقتها للمستقبل.
٣- لو كنت مثلا تحتاج إلى الخبز والجبنة والحليب والقهوة في الفطور؛ فاكتف بالخبز والقهوة دون أخواتها، أو تلجأ إلى العصيدة ”fondé“ فهي أقل تكلفة.
٤-فلينفق ذو سعة من سعته على المعدمين في وقت المحن ضمانا لمسقبله الأخروي؛ إذ هو خير وأبقى.
وهلم جرا…
فهذه بضعة من الأمثلة، فليعرف المرء قدره ليعيش في توازن بلا تفريط ولاإفراط، (علما بأن هذه النقاط لا تسر كثيرا آل لوح ومن على شاكلتهم…ههه)
ثم من استطاع تخزين المواد الغذائية فليفعله؛ لأنه لا يخفى على كريم علمكم أننا نعتمد على الاستيراد دون التصنيع في جل منتجاتنا الغذائية، والأيدي العاملة في الدول التي نستورد منها تعاني من الحجر الصحي، فتفيد التنبؤات بكل بساطة إلى النقص والندرة في تلك المواد في قادم الأيام.