CultureInternational

أوغندا: مسلمون يعيشون رمضان وسط ظروف قاسية

بمذاق مختلف تغلب عليه مآسي الجوع والفاقة، يستقبل مسلمو أوغندا شهر رمضان الكريم هذا العام، مكبلين بقيود حكومية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ففي هذا البلد غير الساحلي بشرق إفريقيا، جرت العادة أن يكون الإفطار الرمضاني احتفاليا إلى حد كبير، حيث تستضيف المساجد في جميع أنحاء البلاد أعدادا كبيرة من الصائمين على موائد إفطار جماعية، فضلا عن تنظيم موائد تستهدف المحتاجين بشكل خاص.

ولكن هذا العام، تغيرت الأمور تماما بسبب حالة الإغلاق وقيود التباعد الاجتماعي المفروضة من قبل الحكومة لوقف انتشار كورونا، حيث أصبحت موائد الإفطار الجماعية محظورة بجميع أشكالها.

كما قلصت الجمعيات الخيرية إلى حد كبير من الوجبات الغذائية للمحتاجين، خشية نقل العدوى للناس وذلك عندما تتجمع الحشود أثناء توزيعها.

وبدلاً من ذلك، سمحت الحكومة للجمعيات الخيرية بتقديم وجبات إفطار للمحتاجين باستخدام وجبات فردية معبأة مسبقاً لتجنب التجمعات المزدحمة.

وباتت أيضا جميع الأنشطة الرمضانية الأخرى محظورة، بما في ذلك الأكشاك التي كانت تبيع الأغذية والمشروبات والملابس عند المسجد الوطني الأوغندي في المنطقة القديمة من العاصمة كمبالا.

المسجد أيضا تم إغلاقه أمام المصلين، وفرضت السلطات قواعد واسعة النطاق تحظر الصلاة في جميع المساجد أو مقابلة الأقارب والأصدقاء لتناول وجبات إفطار كبيرة.

** رمضان مختلف

تعليقا على الوضع الحالي الذي يعايشه مسلمو أوغندا، قال الشيخ عمران سالي، وهو إمام في المسجد المركزي في كمبالا: “من المحزن أن نتصالح مع حقيقة أن تمنعنا الظروف خلال رمضان الحالي، من أداء الصلاة في المساجد وأداء صلاة العشاء الرمضانية والتراويح في المساجد”.

وأضاف، في حديث للأناضول: “رمضان هذا مختلف جدا. فيروس كورونا معنا. يجب أن نتقبل الأمر وأن نلتزم بالمبادئ التوجيهية لوزارة الصحة لحماية حياتنا”.

وبالنسبة لبعض المجتمعات المحلية في العاصمة كمبالا، والتي كانت تعتمد على الافطارات الرمضانية في المسجد المركزي، كوسيلة للبقاء، فقد أحبطتها القيود المتعلقة بالجائحة.

وقال ستيوارت توين، وهو عامل بناء يقيم في حي “كيسيني” الفقير في ضواحي كمبالا، إنه وكثيرين آخرين كانوا يتطلعون إلى الإفطار الرمضاني في المسجد للبقاء على قيد الحياة خلال الوباء للتخلص من الجوع.

وأضاف للأناضول: “هذا أصعب رمضان نواجهه. لا نعرف كيف سنتعامل مع الأمر لقد أضاع الإغلاق مدخراتنا، ليس لدينا أي مال والآن نحن بحاجة إلى البقاء على قيد الحياة”.

** “الجوع سيقتلنا بدل كورونا”

وفي منغو، إحدى ضواحي كمبالا، ترك الإغلاق عايدة، بائعة فاكهة، وثلاثة من أطفالها في منزلها، جائعين وعاطلين عن العمل، فيما لم تصل إليها بعد الحصص الغذائية التي وعدت بها الحكومة للفئات الأكثر ضعفاً.

وقالت عايدة للأناضول: “لا أستطيع العثور على شخص يشتري مني جهاز التلفزيون الذي أملك. أريد أن أبيعه وأشتري الطعام. لم أر شيئاً كهذا من قبل. نحن صائمون، ولكن ليس لدينا ما يكفي من الطعام. وهذا يعني أن علينا أن نستمر في العيش على ما لدينا، وهو قليل جدا أصلا”.

وفي إبريل/ نيسان الماضي، أنشأت أوغندا لجنة برئاسة رئيس الوزراء روهاكانا روغوندا، لتعبئة تبرعات الإغاثة وتجميع الموارد وتوزيع الأغذية على الفئات الأكثر ضعفا.

وقال اوفونو اوبوندو، المتحدث باسم حكومة أوغندا، إن جميع المحتاجين سيحصلون على الغذاء.

وأضاف، في تصريحات إعلامية، أن “الحكومة من خلال المجالس المحلية حددت الضعفاء الذين يحتاجون إلى الدعم، ونحن نعرفهم وسنصل إليهم جميعاً”.

فيما قال ابراهيم سسيموجو نجاندا، عضو البرلمان، إن الحكومة لا توزع الأغذية على الجميع.

ولفت نجاندا، في تصريحات إعلامية، إلى أن “الكثير من الناس لا يملكون طعاما، إنهم يأتون إلى أبوابنا على أمل الحصول على الطعام. تسمع شخصا يطرق على بوابتك، تذهب لترى من يمكن أن يكون، فتجد أم لديها طفل مربوط على ظهرها. كل ما تريده هو الطعام لإطعام طفلها ولكننا أيضا لا نملك الطعام”.

وفي حين أن نظام توزيع المعونة الغذائية في البلدان المتقدمة أفضل تنظيما، فإن المنظومات في البلدان النامية متدهورة، مما يجعل الجياع ينتظرون لفترة أطول.

وعلى الرغم من عدم حدوث زيادة كبيرة في أسعار الأغذية حتى الآن، فقد تدهورت حالة الأمن الغذائي تدهورا كبيرا، ولا سيما بالنسبة للعاملين بأجر يومي الذين كانوا يكافحون حتى قبل الوباء وليس لديهم شبكة أمان اجتماعي، وكثير منهم عالقون في كمبالا بعد أن فُرض الإغلاق فجأة دون سابق إنذار.

“الجوع سيقتلنا بدلاً من فيروس الكورونا. الاغلاق يجعلنا نعاني أكثر من المرض”.. هذا ما قاله كريم للأناضول، وهو سائق سيارة أجرة في كمبالا كان يأمل في أن يفطر في مسجد واكيسو.

بالنسبة لكريم فإن الجوع هو تهديد أكثر إلحاحا من الفيروس.

وترتبط محدودية فرص الحصول على الغذاء بوباء فيروس كورونا، وما يترتب على ذلك من وقف للنظام الاقتصادي في البلد نتيجة للإغلاق.

وقد أدى حظر التجول والقيود المفروضة على التنقل إلى انخفاض مفاجئ في مواد الإغاثة الرمضانية لأن العمال والمانحين في الخارج لا يملكون ما يكفي من الإيرادات لإرسالها إلى أوغندا.

وحتى صباح الاثنين، سجلت أوغندا 89 إصابة بفيروس كورونا، شفي منهم 52، وفق موقع “Worldometer” المتخصص برصد ضحايا الفيروس.

ويقدر عدد المسلمين في أوغندا بـ20 بالمئة من نسبة السكان البالغ عددهم أكثر من 42 مليون نسمة، وفق بيانات شبه رسمية.

نقلا عن موقع وكالة الأناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى