أهمية تمدرس البنات في بناء المجتمعات (الحث على العلم)
محمد انجاي سا طوبى
إن الدور التربوي الخطير الذي تلعبه المرأة في المجتمعات الحديثة ممثلة في نواتها
الأولى التي هي الأسرة، لا يمكن أن تقوم عليه على أحسن وجه مالم تتلق تربية شاملة وتعليما مناسبا يجعل منها المدرسة الأولى للجيل الناشئ، ترضعه التدين والهمة والشجاعة وتن ّشئه على الأخلاق الحسنة والسلوك الوطني المثالي، كما تهيئه للعلم والمعرفة بجعل مواهبه تتفتق حينا وتؤتي أكلها بعد حين، لأنه ثبت أن الطفل تتكون نفسيته وعقليته بل وشخصيته قبل السادسة من عمره وقبل بلوغه سن التمدرس “tout se joue avant 6 ans”كما هو عنوان لكتاب العالم النفساني الدكتور Fitzhugh DODSON ، الأمر الذي يبرز خطورة دور الأسرة وفي مقدمتها دور المرأة في بناء وقولبة شخصية الطفل الناشئ. وعليه، فإن عدم تمدرس الفتاة بتاتا في حياتها قد تجعلها تلعب دورا معكوسا يتمثل في قتل مواهيب من تربيهم، وتتجسم في تطبيع
عادات سيئة فيهم من حيث تشعر أو لا تشعر. كما يقول الشاعر المصري في هذا الصدد:
وإذا النساء نشأن في أمية رضع الرجال جهالة وخمولا
كما أن حاجة المجتمعات إلى كادر نسوي ذات كفاءات متعددة، من طبيبات متخصصات
في الأمراض النسوية وممرضات ومعلمات وغيرها من الأدوار الحيويوية والأساسية داخل المجتمع، والتي قد ينفع فيها العنصر النسوي بفعالية أكبر من غيره. لا تترك تمدرس البنات دون أهمية، لأن افتقاد المجتمع إلى هذه الكفاءات النسوية المختصة قد يحدث حالة من الاضطرار وشغور أمكنة قد يفرض على الرجال تعاطي بعضا من المهن التي كان من المفروض أن تكون من اختصاص النساء بدلا من الرجال، كالسينوكولوجيا مثلا، الأمر الذي من شأنه أن يفرض
اهتمام المجتمعات بتمدرس البنات وتمكينهن فيها.
هذا بالإضافة إلى احتياج المجتمعات الحديثة إلى جميع الأيادي العاملة وإلى كل الكفاءات
المختلفة أو الذكاءات المتعددة حسب تعبير العالم الأمريكي هوارد غاردنر ، تجعل من الدول والحكومات تستثمر في تمدرس البنات وتضع سياسات لتمكينهن فيها، تجنبا لهدر تلك الطاقات الهائلة التي أودعها الله فيهن، بغية الوصول على التنمية الدائمة التي ترنو إليها “أهداف التنمية المستدامة )ODD( “كما تشير الكاتبة غراسا ماشيل قائلة : ” وقد أكدت العديد من المعاهدات على المساواة بين الفتيات والفتيان في حق الحصول على تعليم أساسي شامل نوع ّي. كما اعترف
المجتمع العالمي بتعليم الفتيات بوصفه الاستثمار الوحيد الأفضل من أجل تحقيق التنمية. “
ومن جانب آخر، يمكن الملاحظة أيضا أنه مع كل تلك الأهمية التي يحظى بها تمدرس
البنات وتعليمهن في المجتمعات الحديثة، فإن قضيتها ما زالت تعاني التقصير في القارة الإفريقية، وتتطور ببطء على الأقل في كثير من دولها، الأمر الذي قد يجعل من القارة تهدر طاقات هائلة وتدفن كفاءات علمية وعقلية جمة كان من الممكن أن تشيّعها في مشيها، وتدعمها
في خطاها التي تشقها نحو التقدم المنشود، وصوب التنمية المبتغاة.
هذا ويمكن الخروج من هذه السطور إلى التقرير بضورة إيلاء مزيد من الأهمية لتعليم البنات وتثقيفهن بغية وضعهن في ظروف أفضل تسمح لهم بتأدية الدور المنوط عليهن وتمكنهن من تصييرهن فاعلات أساسيات من بين صناع قرارات المجتمعات والشعوب
ماشاء مقال رائع جاء في وقته فعلى أولياء أمور البنات الإهتمام بتريتهن وتعليمهن تربية صالحة وتأهيلهن على في كيفية تكوين الأسرة خاصة في زماننا هذا .نسأل الله سبحانه وتعالى أن يقويكم ويؤيدكم إلى الأمام لما في الموقع من المنافع
لقدوضعت النقاط على الحروف ،إن الاهتمام بتربية البنات أكثرأهمية من تعليم البنين -كماكان يشيرإلى ذلك أستاذناالفاضل ،فالبنت مدرسة إن تم توجيهها توجيهامثاليا سوف تتخرج منها أجيالاتقوم بأدوار ملموسة في المجتمع ،
ولكن في الحقيقة مانلاحظه من تدني مستوى نسبة الدارسات في المجتمع فخطير جدا،وهوالذي أدى إلى وجودفراغ في تخصصات كانت في السابق لايفكر بهاالبنون ولكن الٱن أصبحت الرجال يتسابقون البنات بها،
على كل فالموضوع شيق جداويحتاج إلى وضعها على الطاولة ومناقشتهامناقشة جريئة.
حياكم الله سيدي محمد
مقالة رائعة توكد حاجة أي مجتمع إلى تثقيف بناته بصفتهن الضمان الأول للحفاظ على قيمه وثوابته خاصة في المجتمعات المسلمة التي نجد الحاجة فيها أمس من غيرها نظرا لما يواجهه من اعتراضات من مروجي حقوق المرأة بقمع حرية الدراسة لديها أو الوصول إلى بعض المستويات منها.
وما ينبغي الإشارة إليه هو عدم قبول أي منهج دراسي لها بل منهج يكون شخصيتها الإسلامية ويخول لها تعبئة دورها الهام المنوط بعاتقها. والذي لا يقوم به غيره وإلا ظهر ثغرته وبان عواره.