actualite

الغائب الحاضر دوما الدكتور منغوم سيسي….!

منير حسن منير

لم أكن أتصور ، وأنا أودعه عند باب الفندق الذي ضمنا في عاصمة الخلافة الاسلامية “إسطنبول” قبل عام ونصف ، عقب انتهاء مؤتمر شاركنا فيه معاً فيها ، وبرفقتنا الصديق الإعلامي الكبير “فاضل غي “مؤسس مجلة الصحوة” السنغالية ، ورئيس نادي السنغال الأدبي .. أنني أودعه لآخر مرة ! … عرفته منذ سنوات طويلة حين كان طالباً بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ، وبعدها حين واصل تعليمه لنيل درجات الماجستير والدكتوراة في مانشستر ببريطانيا ، وعمل حينها أميناً عاماً لإتحاد الطلاب المسلمين الأفارقة ببريطانيا وايرلندا (أفسو) .
ووهب منغوم بعد ذلك حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين في قارته السمراء التي أحبها وأخلص لأهلها ، حيث عمل مديراً لمكتب هيئة الإغاثة الإسلامية بدكار لسنوات طويلة وممثلاً لها في غرب افريقيا . وبذل جُهداً مقدراً ــ جعله الله في ميزان حسناته ــ لمواساة الأيتام والأرامل والفقراء المحتاجين ، جال فيها على دول كثيرة (مالي/ النيجر/ غينيا/ القابون/السنغال/موريتانبا/ساحل العاج) لدراسة أحوالهم وتقييم أوضاعهم وتقديم يد العون لهم ، دون كلل ولا ملل محتسباً غيابه عن أسرته وأبنائه عند الله تعالى.
دكتور منغوم كان دائم الابتسامة رغم جسامة المسؤوليات ، ورهق السفر المتواصل ، وتعرض لكثير من المعيقات والشدائد ، دون أن يثنيه ذلك عن حمل الأمانة التي كُلف بها رغم ثقلها وجسامتها.
بكيته بدموع صادقة وقلب حزين ، حين نقل إلي الصديق فاضل غي نبأ وفاته المفاجئة ذات صباح عبر الهاتف ، وكُنا قد تواعدنا أن نلتقي في دكار ونحن نودعه في طريقه الى مطار “أتاتورك “في اسطنبول ، ولكن القدر ، وإرادة الله التي هي فوق كل شيء كانت الغالبة (وما تشاءون إلا أن يشاء الله) .
أسأل الله تعالى أن يتقبله عنده مع الصديقين والشُهداء في أعلى عليين في جنات الفردوس . وأن يطرح البركة في أبنائه وأن يسبغ الصبر والسلوان على زوجاته المخلصات ، وأن يعوضهم في فقدهم الغالي.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن ، وإنا لفراقك يا أخي منغوم لمحزونون ، ولا نقول إلا ما يُرضي الله (إنا لله وإنا إليه راجعون) .
أرجو من كل أصدقائه ومعارفه وأحبابه ألا يبخلوا بالترحم عليه ، والدُعاء له بالمغفرة فذلك أقل ما نوفيه به ،فالمسلم في حاجة إلى الدعاء في كل وقت .

منير حسن منير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى