Articles

هاتاي تعيد ذكريات داكار

أحمد صالح حلبي

تلعب الصدفة دورا في إعادة ذكريات الماضي ، سواء حملت بين طياتها مواقف وأحداثا جميلة ، أم جعلت القساوة والألم عنوانا لها ، والذكريات تمثل ماضي الإنسان كما يقول الأديب المصري محمود تيمور ” من لا ذكريات له في ماضيه ، كان في حاضره تائه الفكر ، شريد الوجدان ” و ” الذكريات هي قصص الماضي التي تعيش في الروح ” ، وأجمل الذكريات ما “أصبح في الذاكرة ” .
يقول الشاعر :
أرجع زمان الأمس من صفحاتي.
ما أجمل الأيام بعد فوات.
ذكرى يعود إلى الفؤاد حنينها.
دوماً إذا ذاق الفؤاد بأهات
وبين ذكريات مضت ، لكنها بقية مترسخة بالذاكرة ، ومواقف حلت صدفة دون ترتيب مسبق ، وجدت نفسي أثناء تواجدي بمدينة هاتاي التركية ضمن أعضاء الوفد الإعلامي الزائر للجنوب التركي ، أمام صحفي سنغالي فأخذني الفضول للتعرف عليه أكثر ، فإذا هو الأستاذ تيارنو أمادو سي مدير عام وكالة الانباء السنغالية ـ سابقا ـ ، الذي أوقفني أمام جنسيته السنغالية ليذكرني برحلتي للعاصمة السنغالية داكار تلبية لدعوة رسمية لحضور مؤتمر القمة الإسلامية بها ، وكانت فرصة جيدة ليس للالتقاء بمن ساعدني في إجراء لقاء مع فخامة الرئيس عبدالله واد ، وكان مهندس الدعوة أخي الأستاذ / فاضل غيي الرئيس المؤسس لموقع رفي داكار ـ حاليا ـ ، بل فرصة للتعرف على هذا البلد الواقع في أقصى غرب أفريقيا ، والذي اكتسب اسمه من النهر الذي يحدّه من الشرق والشمال والذي ينبع من فوتاجلون في غينيا ، والتجول في أرجائه فكانت لي زيارات إلى عدد من المواقع التاريخية منها نصب النهضة الأفريقية الذي يمثل تمثالا ضخما يطل على المدينة ويعتبر رمزًا للتطور والنهضة في أفريقيا ، وجزيرة غوري المدرجة ضمن قائمة اليونسكو ، والمعروفة بـ “بيت العبيد” اذ كانت مركزًا رئيسيًا لتجارة العبيد في الماضي ، وغيرها من المواقع .
وفي هاتاي التركية التي التقيت فيها بالأستاذ تيارنو أمادو ، أخذت أتحدث معه عن رحلتي إلى السنغال التي بدأت من جدة الى داكار عبر باريس في رحلة طيران شاقة لكنها جمعت بين الراحة الجوية والاستمتاع برؤية مطار شارل ديغول ، والتجول في ارجائه فترة الانتظار ، ومن بعدها كانت الرحلة الى داكار التي وصلت إليها منتصف الليل ، فاعتقدت أن الكثير من المعوقات قد تصادفني لكوني أزور هذا البلد لأول مرة ولا أجيد اللغة الفرنسية التي يتحدثها السنغاليون كلغة ثانية .
ورويت له كيف كان استقبالي في صالة التشريفات بالمطار من قبل بعض المسؤولين السنغاليين المكلفين باستقبال الوفود والضيوف وكان من بينهم الأخ العزيز الإعلامي فاضل غِي وبعد انهاء اجراءات الدخول كان التوجه لمقر الاقامة على متن السفينة ( MSC) التي استأجرتها الحكومة السنغالية لتكون مقرا لسكن بعض أعضاء الوفود المشاركة والضيوف .
وإن كانت الذكريات تُصنع ، فإن اللحظات الجميلة يدوم أثرها ويصعب محوها ، ومن يترك اثرا جميلا يبقى خالد الذكرى يردد كلما حلت مناسبة أو جاء ضيف .

@ashalabi1380 – ahmad.s.a@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى