موريتانيا: اختتام الندوة العلميّة للتجمّع الثقافي الإسلامي
عقد التجمّع الثقافي الإسلامي ندوته العلميّة في الدورة الرابعة والثلاثين لمؤتمره السنوي بذكرى المولد النبوي الشريف نهار الأحد ١٧-١٠-٢٠٢١ في قاعة فندق موري سنتر بنواكشوط العاصمة الموريتانيّة.
وقد استهلّت الندوة المعنونة : “الوسطية والعزة” بكلمة للنائب المؤرّخ الأديب الشيخ الخليل النحوي نائب رئيس التجمّع ورئيس اللجنة العلميّة، وكانت بعده كلمة لرئيس الجلسة أ. د. أبولبابة حسين الرئيس الأسبق لجامعة الزيتونة بتونس، وحضر على المنصة مقرّر الجلسة: الشيخ بن عمر لي، والشيخ الخضر عبدالباقي محمد، والدكتور محمد الأمين ولد الحاج.
ثم كانت محاضرة الأستاذ الدكتور أسعد السحمراني المفكّر وأستاذ العقائد والأديان المقارنة في كليّة الإمام الأوزاعي ببيروت، والتي كانت مادّة النقاش وعنوانها:
الوسطيّة: المفهوم، وسراب التطبيق.
كانت بعدها تدخلات لكلّ من : الوزير السابق عمر معطى الله، والأستاذ إبراهيم ولد إكليب، والإمام موسى صار عضو رابطة علماء دول الساحل، والدكتور الدرديري ولد بابا ولد معطى، والدكتور محمد قريرة رئيس مركز فودي قريرة، والشيخ محفوظ بن الوالد رئيس مركز الأمّة، والخبير المالي الهادي محمد المختار النحوي، والشيخ بومية بن ابياه المستشار السابق لرئيس الجمهوريّة، والدكتور الشيخ ولد الزين ولد الإمام عضو المجلس الإسلامي الأعلى، والشيخ أمين ولد الشواف عضو المجلس الأعلى للفتوى، ومدير الفتوى الشيخ خاديل عبد الرحمن، والشيخ أحمد حبيب الله، والشيخ أحمد بمبا صيار رئيس المركز الأفريقي للدراسات والأبحاث الصوفيّة، والأستاذ حسين بن محمد…..
ثم كانت تعقيبات الشيخين بن عمر لي والخضر عبدالباقي محمّد من نيجيرية، وأ. د. أبولبابة حسين، والختام للشيخ المؤرّخ النائب الخليل النحوي.
وممّا جاء في محاضرة السحمراني بعد تحديد مفهوم الوسطيّة، مسبّبات سراب التطبيق حيث برز العجز في نقل الوسطيّة إلى الحياة اليوميّة، وفي بعض المحطّات تغلّب مموّلو التطرّف الذي تحوّل إلى غلوّ، والغلوّ بات تعصّبات وعصبيّات، وهذه ولّدت الإرهاب…
وأشار السحمراني إلى أن هذه الأسباب هي:
(١)-التبعيّة على حساب الوطن والدين، وكان من ذلك القابليّة للاستعمار، والتطبيع الذي هو خيانة، وما تبع ذلك من تخاذل واستسلام، وابتعاد عن المقاومة والمواجهة.
(٢)-اتّباع فلسفة الاستهلاك بتشجيع من الغرب والبنك الدولي حيث ساد الإنفاق الاستهلاكي وغاب الإنفاق الإنتاجي..
(٣)-وسائل اتّصال ام ادوات انفصال: حيث غالى الكثيرون في استخدام الأجهزة وشبكات التواصل، وعطّلوا الحوار ما أدى إلى الانفصال حتى بين أفراد الأسرة، وعطّل المطالعة وتداول الكتاب.
(٤)-الانبهار بالوافد المسموم الفكري والسلوكي، ومنه في الأزياء والعادات وكان الاستيراد من المنبهرين بتطرّفٍ وغلو.
(٥)-العمليّة التعليميّة التربويّة وسراب التطبيق والالتزام: وقد دخل في ذلك غياب التخطيط والتأصيل، واستيراد النظريّات والمقرّاات، وترك الطالب على هواه، وعدم اعتماد العلم الوظيفي بما في ذلك رسائل الجامعات وأطاريحها وبحوثها. فحصل خلل كبير بين مخرجات التعليم ومدخلات سوق العمل.
وكانت توصيات للسحمراني في نهاية المحاضرة أبرزها:
(١)- تأصيل المفاهيم على أساس الهويّة الثقافيّة والتزام القيم وأوّلها الوسطيّة.
(٢)- مراجعة نقديّة للمقرّرات الدراسيّة وأساليب التعليم مع النظر في التطابق بين القول والفعل..
(٣)- واجب المربّين والعلماء والمتقدّمين في المجتمع أن يراجعوا ما هم عليه، ليكونوا قدوة في القول والعمل. وتصويب المفاهيم وترشيد الأفهام على أساس المواطنة والعدالة والحريّة المسؤولة.
(٤)- إخضاع كلّ مستورد من التقنيّات والمستوردات لمقتضيات قيم الدين والأمّة.
(٥)- مقاومة كلّ غزو ثقافي أو احتلال للتراب الوطني سواء في فلسطين أو غيرها، ومقاومة كلّ هيمنة استعماريّة أو سلب لثروات البلاد والعباد.