Articles

مقال: هذا ما يحدثُ عند غيابِ الثقة !!

بقلم/ شعيب حامد لوح

تُعتبر الثقة أهمَّ ما تُبقي الأواصر والروابط، وتوطِّد العلاقات بين الناس بعضهم ببعض، خاصة عند ما يتعلق الأمر بالعلاقات بين الحاكم والمحكوم، تلك العلاقة التي -على حد تعبير جان جاك رُوسو- تعتبر عِقدا اجتماعيا أساسها الثقة والأمانة المتبادلتين.
ويظهر للمتأمل أن هذه الثقة تضعف وتضمحلُّ حتى تصل إلى الانعدام لأمور من أهمها:
-اكتشاف الشعب من حكومته أنها تُحيك ألاعيب، وتمكر بالليل ضد مصالحه، وتخدم لمصالح غير وطنها.
-عدم احترام الوعود التي تقطعها الحكومة أمام شاشات التلفزيون ووضوح النهار؛ لأنها تريد تحقيق مصلحتها الآنية والوصول إلى كرسي الرئاسة.
-غياب العدالة الاجتماعية.
-الانغماس على الملذات والرفاهية؛ ما يؤدي إلى الغفلة عن حاجات الشعب.
هذا، مع كون البعض يؤمنون بنظرية المؤامرة والتي تقتضي أن: لا شيءَ يحدث بالصدفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه، وبالتالي فكل ما يحدث في العالم سبق أن برمجتْه كتلة ونخبة صغيرة، بيدها نواصي الدول.
كما أن التشكيك في المعلومات والطعن في الأرقام التي تُقدمها الحكومة من أسباب انعدام الثقة؛ ذلك أن بعض الأطباء يشكون في فعالية حظر التجوال وحالة الطوارئ التي تفرضها الحكومة بين فينة وأخرى، ولا يقف كثير من الشعب على فائدتها، بالإضافة إلى ما يعتقده بعضهم من أن للحكومة مآربَ أخرى في فرضها هذه القيود.
حتى الشائعات قد تؤدي إلى غياب الثقة بين العلاقات، خاصة إذا لم يكن هناك ما ينفيها بأدلة صحيحة مُقنعة، والناس أشبه ما يكونون خالي الأذهان (عند البلغاء) حيث تتقبل طباعهم كل معلومة بغض النظر عن صحتها.
واعتمادا على هذا ستجد الحكومة عقباتٍ وصعوبات تقف أمامها في الترويج لفعالية اللقاح المنتظر في شهر مارس، طبعا كما وجدت صعوبة في التواصل مع الشعب ليؤمنوا بوجود جائحة كوفيد 19؛ لأن أغلب الشعب حكموا بالسلب مسبقا على اللقاح، فكيف تُقلع الحكومة هذا الإيمان عن الناس؟ سؤال يُحيِّرني كثيرا.
غير أن الحكومة لا تقبل الفشل ولا الهزيمة؛ ولذلك أخشى أن تلجأ إلى فرض هذا اللقاح؛ كما فرض الكمامات وحظر التجوال بطريقة أو بأخرى…
ويُعلم من هذا السرد أن الثقة أمر إذا ضاعت كانت كسَهم خرج من القوس، وككلمةٍ خرجت من اللسان يصعب أو يستحيل تداركها، وعليه، فإن عاقبةَ خيانة الثقة وخيمةٌ، ليس من طرف الخائن فحسب، بل يَسري داؤها إلى الطرف الآخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى