Articles

مقال: لا لمخططاتكم الخبيثة!!

أ. سعيد خالد غي

تابعتا جميعا عبر شبكات التواصل الاجتماعي استنكار ممثلي منظمات نقابات المدرسين، الذين شاركوا في الورشة التي نظمتها وزارة التربية الوطنية مع أحد شركائها الداعمين لها في مجال التربية. وقد كان جدول أعمال الورشة، المصادقة على أعمال اللجان التي كانت مكلفة بإدراج التربية الجنسية في مقررات منهج التعليم العام عبر مشروع الدعم لتجديد المناهج بتمويل من منظمة اليونسكو التي تبنت مشروع التربية الجنسية الشاملة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السن 5 إلى السن 18. ويهدف هذا المشروع إلى: تعليم أبنائنا الاستهانة بالاختلاط والاستخفاف بالفاحشة والشذوذ الجنسي (اللواط والمثلية).
فبعد الاستنكار على هذه المساعي الخبيثة من المخططات الغربية الماكرة التي تغزونا في عقر ديارنا نهارا علنا جهارا، وتُسَوِّقها بعض من أبناء بني جلدتنا المتاجرين بدينهم ومبادئهم وقيمهم بعرض من الدنيا – الله أعلم- إما عن قصد و إما عن جهل.
هذه التربية الخبيثة التي يريدون إدراجها في مقرراتنا التعليمية، لها آثار سلبية على أبنائنا ومجتمعنا السنغالي: من تحطيم لشخصية شبابنا، وتمييع لأخلاقهم، وقتل لرجولتهم أو أنوثتهم، وطمس لعفتهم، وقضاء على مروءتهم، مما يؤدي إلى شيوع للفاحشة (من الزنى واللواط والسفاح)، وانتهاك للأعراض، وتلويث لشرف الأسرة الإسلامية المحافظة، وتدنيس لسمعتها، وهدر لعفتها، إلى غير ذلك مما لا تحمد عقباه من انتشار للأمراض الخبيثة، ومن غضب الله وعقابه.
وعليه نريد أن نبين بأن الإسلام دين رباني متكامل ومتوازن. لقد سبق الإسلام جميع الأنظمة والقوانين والمناهج في وضع الأسس والآداب للتربية الجنسية فمنذ 14 قرنا علَّمَنا ديننا الحنيف كيف نربي أبناءنا في هذا المجال بطريقة مهذبة متوازنة، فيها غُنْية وكفاية عن غيرها من المناهج المستوردة الخبيثة، التي تتصادم مع ثوابتنا الدينية، وقيمنا الأخلاقية، و عاداتنا وأعرافنا المحافظة.
لقد وضع الإسلام للتربية الجنسية ضوابط و آدابا راعى فيها الغريزة الجنسية لدى الإنسان، وقام بتهذيبها حتى لا يطلق المرء العنان لشهوته الجنسية فيهوى في مستنقع الدنس والانحراف والخسة؛ لذلك تدرج معه منذ الطفولة المبكرة ليربيه في هذا المجال تربية سليمة بعيدا عن الانحراف الجنسي، و الانحطاط الأخلاقي، محافظا على فطرته النقية، وإنسانيته الإيجابية.
وإليكم بعض هذه الركائز:
1 – الأمر باستئذان الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم قبل دخول البيوت في الأوقات التي يغلب فيها وضع الثياب كيلا تقع أنظارهم على العورات.
2 – المنع من إظهار المرأة المسلمة زينتها أمام لغير ذوي المحارم من الأجانب، والأطفال المميزين الذين لهم علم بعورات النساء، أو من ظهر فيهم علامات الشهوة.
3- التفريق بين الذكور والإناث إذا بلغوا عشرا في المضجع في غرفة واحدة إلا عند الضرورة ولا بد من حائل بينهما.
4- تحريم الاختلاط والخلوة بين الجنسين إذا كانوا من الأجانب إلا بحضور محرم أحدهما.
5- تحريم التخنث وتشبه أحد الجنسين بالآخر.
6- الأمر بغض البصر وحفظ الفرج، والعفة عن الحرام حتى يتيسر الزواج.
7-المنع في إكراه الجواري على الزنى طلبا للمال.
8-الأمر بالستر والحجاب وخاصة عند الخروج من البيت، وعدم السفور والتبرج والخضوع بالقول.
9- التحذير من الفاحشة واللواط وبيان عقوبته في الدنيا والآخرة.
10-الترغيب في الزواج المبكر بعد البلوغ لمن له قدرة واستطاعة.
11-الأمر بتيسير نفقات الزواج وعدم المغالاة في المهور .
فكل هذه الركائز جاءت لوقاية المجتمع الإسلامي من الوقوع في الفاحشة، ومن عدم التردي في أوحال الانحلال الأخلاقي، لذلك يجب على أولياء الأمور، غرس التقوى ومراقبة الله عند الأطفال، منذ نعومة أظفارهم، وليونة أعوادهم، وتعليمهم بالآداب الإسلامية في مجال الجنس، بما في ذلك تعليمهم الآيات من سورة النور، والأحزاب، والحجرات مع تفسيرها وشرحها وبيان ما يستفاد منها، وكذلك من طرق الوقاية، تحصين الأبناء بالتعليم الإسلامي الجيد وذلك بإدخالهم في المدارس التي تعنى بتعليم التربية الإسلامية وفق الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة، وكذلك إبعادهم من رفقاء السوء ومن الخلطة الفاسدة، ومراقبتهم ومتابعة اهتماماتهم في البيت والشارع لملاحظة سلوكهم والقيام بتعديل الانحرافات قبل فوات الأوان، ولا بد من مساعدة الأبناء في ملء أوقات الفراغ في المفيد من الأنشطة والهوايات، و تجنيبهَم ومنعهم من مشاهدة الأفلام والبرامج والمقاطع الجنسية والصور الخليعة والموسيقى الماجنة وما يصاحبها من ميوعة وعري واختلاط. وتحذيرهم من التقليد الأعمى للعادات والثقافات والاهتمامات الوافدة السيئة من الغرب مما تبثها وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية، وعدم إعطاء الأولاد الأجهزة الذكية من ( جوال وآيباد و و و) في سن مبكر بدون مراقبة وتوجيه، كما يجب عليهم أمر الأهل والبنات بالحجاب الشرعي، ثم الاهتمام بالدعاء والتضرع إلى الله سبحانه والاستعانة به في صلاح الأهل والذرية، وعدم الاتكال في بذل الأسباب فقط، فالموفق هو الله سبحانه وتعالى.
إذا لم يكن عون من الله للفتى ××××× فأول ما يجني عليه اجتهاده.
وأخيرا لا بد أن يكون هناك تعاون وتكامل بين الوسائط التربوية (الأسرة-المسجد-المؤسسات التعليمية التربوية-الشارع-وسائل الإعلام……إلخ)، ولا بد أن يكون للسلطات موقف وتوجه واضح لا يشوبه غموض في هذه القضية، حتى لا يفقدوا مصداقيتهم من قبل الشعب السنغالي المتدين المحافظ.

مفتش التعليم العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫47 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى