
معركة “سَنْبَّ ساجُ”، مقتنيات الشهداء والخور الثقافي
دكتور محمد سعيد باه
تداولت وسائل الإعلام الوطنية والدولية، بما في ذلك صحيفة موقع “لو موند الإفريقية”، نبأ عرض ثمانية قطع أثرية وهي مخلفات شهدائنا الذين ارتقوا في معركة سَنبَّ ساجُ (SAMBA SADIO) الشهيرة، في المتحف الإقليمي بمدينة تياس.
وجاء في النبأ بأن متحف دنكرك الفرنسي هو الذي أعارنا هذه المقتنيات التاريخية علي أن يستعيدها العام القادم بعد عرضها في متحفي تياس وسان لِوِي.
أما هذه الخطوة فتأتي بمناسبة مرور مائة وخمسين عاماً على معركة سَنبَّ ساجُ، الدامية التي جرت في ١١ فبراير ١٨٧٥م بين تحالفين:
ضم الأول قوات الشيخ المجاهد الشهيد أحمد شيخُ باه من بلدة وُرُ مادِيُّ، غير بعيد عن مدينة پدور في فوتَ تورُ وكان سَنْبَّ ساجُ القائد العسكري للجيش الإسلامي الوطني.
وفي مقابلهم تحالف مكون من جيش الاحتلال الفرنسي بقيادة الجنرال الفرنسي لويس ليون فيدرب، المعروف بحقده وشراسته ضد المسلمين عموما وضد الفُلاّن منهم خصوصا، وكان إلي جانبه لاتجور لاتِرْ انغوني ملك كَيورْ في حينه ومعه جنوده.
بعد انجلاء غبار المعركة عن هزيمة الجيش الوطني وقتل كبار القادة، وعلي رأسهم المجاهد أحمد شيخ والقائد الميداني سَنبَّ ساجُ، لم يكتف الجنرال الفرنسي بما حققه من انتصار سيمكنه من بسط نفوذه علي البلاد بأسرها تقريبا، لكنه سطا علي كل متعلقات خصومه ونقلها إلي موطنه في فرنسا واعتبرها “غنيمة حرب” باردة، وكان هدفه الحقيقي، بعد القضاء علي المقاومة الإسلامية في السنغال وفرض هيمنته، هو القضاء علي الذاكرة الثقافية الجماعية للشعب السنغالي.
وللأسف يري بعضنا، في إعارة متحف دنكرك هذه المقتنيات لمتاحف السنغال تقدماً رمزياً في مسار استعادة التراث الثقافي السنغالي المنهوب، والذي يجني الفرنسيون منه ومن غيره من الأسلاب مبالغ هائلة.
بعد مرور مائة وخمسين عاما على هذه المأساة التاريخية، وبعد ما وقع بعد ذلك من صور النهب المادي والمعنوي الممنهجين، ومع ما رافق ذلك من صور الإذلال، ألا نزال في حال من الخور بحيث لا نستطيع استرداد هذه المقتنيات وغيرها من كتب نفيسة وقطع فنية ثمينة؟
سؤال آخر يقض عليّ مضجعي وربما يكابده غيري دون إفصاح:
لماذا تم اختيار لاتجور لاتِرْ انغوني بطلا قوميا للسنغال، وبأي معيار تاريخي أو وطني، وذاكرتنا التاريخية تحتفظ بهذه الصورة القاتمة عنه والمتمثلة فى وقوفه إلي جانب المحتل لمقاتلة مقاومين شرفاء كانوا يتصدون لعدو خارجي؟
يُطرح هذا السؤال على نحو آخر:
لماذا فضَّل الرئيس سينغور اختيار لاتْ جور بطلاً وطنياً، على حساب البطل العظيم الحاج عمر الفوتي تال أو العالم المجاهد الكبير الشيخ أحمدو بَمبَّا امبَكّي؟
ولماذا لم يتم اختيار: سليمان راسن بال، مفجر الثورة الإسلامية في فوتَ تورُ، أو عبد القادر حَمّد كَنْ، أول إمام لدولة الأئمة وأول من كافح العبودية في المنطقة أو الشهيد الشيخ سَنب جادنَ انجاتش بطل المعركة أو أحمد شيخ الذي قاوم الاحتلال إلي آخر نفس، أو أَلْبُرِ انجاي الذي مات بعيدا عن وطنه لأنه رفض الخضوع للمحتلّ، أو محمد لمن درامي أو فودي كَبا دُمبُيا، أو غير هؤلاء من أبطال الأمة ممن سطّروا صفحات زاهية من تاريخنا المشرّف بدمائهم؟
في تاريخنا الكثير من الشطحات والمنحنيات يجب إيلاء العناية لمعالجتها لأنه يستحيل بناء مستقبل أمة علي خط معوجّ!
أما ما هو موجود من المقتنيات القديمة في متاحف فرنسا، والتي تعود إلي أبطالنا الذين دوّخوهم، فمجرد منهوبات وسرقات نتيجة اللصوصية الثقافية التي كان الجنرال فيدرب، وغيره من المحتلين، يتقنونها، فيجب العمل بكل ما نملك من قوة لاستردادها، لأنها جزء أصيل من ذاكرتنا التاريخية الجماعية التي يجب أن يطلع عليها أبناؤنا وأحفادنا ليفتخروا بأولئك الأجداد الكرام ويقتدوا بهم في روح الوطنية والبذل والفداء.
دمتم في سابغ كلاءة الرحمن




luxury tours of indonesia Natalie F. Hot air balloon over Cappadocia was a bucket-list experience. Peaceful and unforgettable. https://www.sitelike.org/similar/travelshopbooking.com/
Situs Pasti Scam Indonesia, BOKEP JAPAN KONTOL KAU
**hepatoburn**
hepatoburn is a potent, plant-based formula created to promote optimal liver performance and naturally stimulate fat-burning mechanisms.