مستشرق الماني يدرس حياة البدو الرحل
أحمد صالح حلبي
لم يكن دور المستشرقين منحصرا في دراسة حياة أهالي مكة المكرمة الاقتصادية أو الاجتماعية ، ومعرفة اسباب توجه المسلمين من شتىء بقاع العالم لهم ، لكنها تنوعت وتفرعت ، وحديثي اليوم عن المستشرقين لا يتناول أولئك الذين دخلوا مكة المكرمة تحت غطاء الاسلام ، وهم غير مسلمين ، لكنه يتناول قصة رحالة ألماني ، من مواليد مدينة كولونيا عام 1860 م ، قضى قرابة الأربعين عاما في الشرق الأوسط ، متنقلا من منطقة لأخرى ، وعرف بأفضل هاوي يكتشف الآثار الهواة في الشرق الأوسط ، إنه المستشرق الالماني ماكس فون اوبنهايم ، الذي يعد كتابه “البدو” من أفضل الكتب التي تناولت دراسات متعمقة لحياة البدو في منطقة الشرق الأوسط ، وجاء في خمس مجلدات ، صدرت منه ترجمة باللغة العربية ، وفيه تناول الاوضاع الجغرافية والتاريخية والاقتصادية والسياسية لسكان الصحراء العربية ، خاصة العشائر العربية الساكنة في الجزيرة العربية ، حيث تناول انماط حياتهم واساليب انتاجهم وترحالهم وديارهم ، وتطرق للحديث عن عشائر العراق وسوريا وشمال الجزيرة العربية ووسطها والاردن والحجاز وفلسطين وسيناء وشط العرب.
كما نشر كتاب “حضارة جديدة في وادي الرافدين” في لايبزغ عام 1931، والتي تعد ثاني أكبر مدن ولاية ساكسونيا في شرق ألمانيا ، واصدر دليلا لمتحف تل حلف في برلين عام 1934. وخلال اقامته في وادي تل حلف لتنفيذ الحفريات والتقنيات الاثرية اقام علاقات وطيدة مع العشائر البدوية هناك، وزار شيوخ العشائر.
وساهم اوبنهايم في انجاز موسوعته ارش بروينلش وفيرنر كاسل والتي صدرت تباعا باللغة الالمانية في خمسة مجلدات ظهر الجزء الاول منها في لايبزغ سنة 1939، والثاني في 1943، والثالث في 1952، والرابع في 1967 والخامس في 1968