Culture

عن المحظرة النموذجية الكبرى (البقعة المباركة)

تقديم : محمد المرتضى بوسو

بمباركة من مولانا الشيخ محمد المنتقى امباكي الخليفة العام للطريقة المريدية أشرفت الخلافة العامة على تدشين محظرة نموذجية لتدريس القرآن الكريم والعلوم الشرعية بمدينة “امباكي بول” التاريخية، والتي تبعد عن المحروسة طوبى ب٧ كيلومتر.
وتعتبر هذه المحظرة صرحا علميا شامخا، وامتدادا للنهضة العلمية الروحية التي ظلت هذه المدينة المباركة تعيشها منذ تأسيسها من قبل الجد الجامع للأسرة البكية (مام مهرم)، وتوارثها أبناؤه من بعده حتى في العصر الذهبي، عند إعلان مولانا المجدد عبد الله وخديم رسوله الشيخ أحمد بمب خادم الرسول دعوته التجديدية؛ فكانت أول مكان انتقل إليها مجددا في باكورة أمره!
فهي مهده، رضي الله عنه، ومهد طريقته المريدية أيضا؛ حيث ربي فيها أوائل مريديه بعد وفاة والده، وأقام فيها مولد حبيبه -صلى الله عليه وسلم- لأول مرة، وألف فيها أوائل مؤلفاته المديحية والمولدية.
وبعض منظوماته في التصوف والسلوك.
ولا غرو أن تحظي هذه البقعة المباركة هذه المزايا والفيوضات، أو أن تحتضن هذه المنارة القرآنية العظمى في هذا اليوم الأغر، وهذا الشهر، شعبان شهر القراء كما يقال.
ففي نفس اليوم وهو السبت، وفي نفس الشهر (شعبان) في منتصفه سنة ١٢٧٠ هجري ١٨٥٤ ميلادي اضاءت هذه المدينة وازدهرت جمالا وجلالا بميلاد شيخنا الخديم في هذه الأرض الطاهرة (امباك بول)؛ فهنيئا لخليفتنا المفدي الشيخ محمد المنتقى، وهنيئا لسلفنا الصالح، آل حبيب الله/ الذين أبلوا بلاء حسنا في رفع راية الإسلام والدفاع عن مبادئه، أولئك آبائي فبهديهم نقتدي، ورضي الله عن العلامة الشيخ سيديا باب الذي يصفهم بهذه القطعة الرائعة وهذه الصفة الكاشفة بقوله:
لِآلِ حَبِيبِ اللهِ مَجْدٌ وَسُودَدُ = وَفَضْلٌ طَرِيفٌ كُلَّ حِينٍ وَمُتْلَدُ
يُشَرِّفُهُمْ فِعْلٌ جَمِيلٌ وَمَحْتِدٌ = إِذَا شَرَّفَ الْأَشْرَافَ فِعْلٌ وَمَحْتِدُ
وَمَا مِنْهُمُ إِلَّا هُمَامٌ سَمَيْذَعٌ = أَرِيبٌ لَبِيبٌ ذُو فَوَاضِلَ سَيِّدُ
غَذَاهُ بِفِعْلِ الْخَيْرِ جَدٌّ وَوَالِدٌ = فَيُعْرَفُ فِيهِ الْخَيْرُ مِنْ يَوْمِ يُولَدُ
أُنَاسٌ سَبِيلَ الْمَكْرُمَاتِ تَعَوَّدُوا = وَكُلُّ أُنَاسٍ نَهْجُهُمْ مَا تَعَوَّدُوا
وَمَا ضَرَّ مُبْيَضُّ الْخَلَائِقِ مِنْهُمُ = وَآدَابُهُمْ لَوْنٌ عَلَيْهِنَّ أَسْوَدُ
وَإِنَّ الَّذِي يَقْفُو بِهِمْ هَدْيَ أَحْمَدٍ = وَيَسْمُو بِهِمْ نَحْوَ الْمَكَارِمِ أَحْمَدُ
رَأَى أَنَّ مَا فِي هَذِهِ الدَّارِ نَافِدٌ = فَأَنْفَدَهُ فِي نَيْلِ مَا لَيْسَ يَنْفَدُ
وَبَدَّدَ فِي كَسْبِ الْمَحَامِدِ وَفْرَهُ = فَأَكْسَبَهُ الْعَلْيَاءَ وَفْرٌ مُبَدَّدُ
يُفَرِّقُ جَمْعَ الْمَالِ غَيْرَ مُعَدَّدٍ = إِذَا جَمَعَ الْأَقْوَامُ مَالًا وَعَدَّدُوا
وَيُخْلِدُ بِالْأَمْوَالِ أَجْرًا وَمَفْخَرًا = وَيَحْسِبُهَا بَعْضٌ مِنَ النَّاسِ تَخْلُدُ
يَرَى بَذْلَهَا حِينَ الْوُجُودِ فَرِيضَةً = وَرَاحَتُهُ فِي فَقْدِهَا حِينَ تُفْقَدُ
وَلَيْسَ لِمَا يُولِي مِنَ الْخَيْرِ مَوْعِدٌ = وَلَكِنَّهُ بِالْعَوْدِ لِلْبَذْلِ مَوْعِدُ
لَئِنْ جَالَ فِي الْآفَاقِ مِنْ أَجْلِ عَارِضٍ = لَقَدْ جَالَ فِيهَا عَارِضٌ لَيْسَ يَرْعَـُـدُ
وَبَحْرٌ مِنَ الْعِلْمِ اللَّدُنِّيِّ مُزْبِدٌ = وَبَحْرٌ مِنَ الْجُودِ اللَّدُنِّيِّ مُزْبِدُ
مَحَاسِنُ بَيْنَ الْعَالَمِينَ مُبِينَةٌ = فَمَنْ شَاءَ لَمْ يَجْحَدْ وَمَنْ شَاءَ يَجْحَدُ
يُبَلِّغُهَا الرُّكْبَانُ مَنْ لَيْسَ شَاهِدًا = وَيُبْصِرُ فَوْقَ الْوَصْفِ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ
وَلَا عَيْبَ فِي دَيْدَانِهِ غَيْرَ أَنَّهُ = يُتَابِعُ إِعْطَاءَ الْجَزِيلِ وَيَعْبُدُ
وَيَزْهَدُ فِي جَمْعِ الْحُطَامِ وَكَنْزِهِ = وَلَكِنَّهُ فِي بَذْلِهِ لَيْسَ يَزْهَدُ
تَجَرَّدَ للهِ الْعَظِيمِ مُشَمِّرًا = وَكَانَ لَهُ عَنْ كُلِّ خَيْرٍ تَجَرُّدُ
فَبُورِكْتُمُ مِنْ بَيْتِ صِدْقٍ وَلَا تَزَلْ = عِهَادُ الْحَيَا مَغْنَاكُمُ تَتَعَهَّدُ
وَلَازِلْتُمُ فِي غِبْطَةٍ وَسَعَادَةٍ = يُجَانِبُهَا صَرْفُ الزَّمَانِ فَتَسْعَدُوا
تَؤُمُّكُمُ الرُّكْبَانُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ = فَرَكْبٌ لِجَدْوَاكُمْ وَرَكْبٌ لِيَهْتَدُوا
فَيَحْمَدُ كُلٌّ أَمْرَكُمْ ثُمَّ يَنْثَنِي = يُخَبِّرُ مَنْ يَنْحُوكُمُ أَنْ سَيُحْمَدُ

كامل الاعتزاز والشرف!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. I have been exploring for a bit for any high quality articles or blog posts on this kind of area . Exploring in Yahoo I at last stumbled upon this site. Reading this information So i’m happy to convey that I’ve a very good uncanny feeling I discovered exactly what I needed. I most certainly will make certain to don’t forget this website and give it a look regularly.

  2. You can certainly see your expertise in the paintings you write. The sector hopes for even more passionate writers such as you who are not afraid to say how they believe. Always go after your heart.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى