رحيل العالم الخطيب والأديب السنغالي الأريب محمد الأمين سال

كتب /فاضل غِي
فقدت السنغال الأربعاء واحدا من أبنائها الأوفياء برحيل صديقنا وحبيبنا العالم والمثقف والداعية والأديب الأستاذ محمد الأمين سال ، إبن أخت الشيخ عباس سال
رحمهما الله .
بدأت علاقتي بالفقيد الحبيب في عام 1970 ، حيث كنا معا في فصل واحد بمعهد الحاج عبد الله نياس الذي بناه الشيخ إبراهيم نياس في مدينة كولخ ، ومنذ ذلك التاريخ لم نفترق ، إذ كان الراحل العزيز دوما نعم الزميل والرفيق والصديق ، بحبه للعلم والأدب ، وضلوعه في أسرار اللغة العربية أدبا وبلاغة وبيانا ومنطقا ،
سافر في بداية أواخر سبعينات القرن الماضي إلى القاهرة بجمهورية مصر العربية حيث التحق بالأزهر الشريف ،وكان خلال وجوده في القاهرة ملازما للمسجد الجامع الذي كان إمامه وخطيبه الشيخ عيد الحميد كشك ، كما كان مولعا بالقراءة الجادة والفاحصة للكتب الدينية واللغوية والأدبية ، ثم انتقل إلى المملكة العربيةالسعودية ،وفي مدينة الرياض بالذات حيث تخرج في جامعة الإمام محمد بن سعود كلية الآداب قسم اللغة العربية، ولما رجع الأستاذ محمد الأمين إلى أرض الوطن مارس التدريس في مختلف مدارس الجمعيات الإسلامية مثل المعهد العربي الفرنسي تفسير أحمد باه في العاصمة دكار ، ثم استقر به المقام في مسقط رأسه “غوساس” ،ناشرا للعلم واللغة العربية والدعوة إلى الله عز وجل بتفان وإخلاص دون ضجيج ولا عجيج ولا مباهاة ، بل بالتضحية والتواضع لوجه المولى عز وجل ، وهو مع هذا كله كان يؤم المسلمين ويلقي عليهم دروسا دينية وتربويّة داخل المساجد ،ويلقي المحاضرات العامة في التوعوية بالذاتية الإسلامية .قبل أن يشد الرحال إلى أوروبا حيث قضى سنوات طويلة في إيطاليا ،وكان فيها يجمع بين عمله كموظف في إحدى الشركات الكبرى وبين الدعوة والتعليم خارج أوقات العمل .
فبوفاة الأستاذ محمد الأمين سال تخسر ساحة آلعلم والثقافة العربية الإسلامية قامة كبيرة من القامات العلمية والدعوية والثقافية والأدبية.
فبهذه المناسبة الأليمة تتقدم جريدة “رفي دكار ” بأحر التعازي وأصدّق المواساة إلى أولاده وبناته وزوجاته ،وإلى حملة الثقافة الإسلامية والعربية في السنغال ،وإلى الأمة الإسلامية قاطبة ،داعين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحماته ويجعل قبره روضة من رياض الجنة فإنا لله وإنا إليه راجعون