Articles

حينما أتحدث عن الشعب الإفريقي ..

عبد الإله بن نور جاورا الأروندي

حينما أتحدث عن الشعب الإفريقي ، فلا تظن أنني متعصب أو عنصري ؛ فديننا نهانا عنهما ، ودعانا إلى الأخوة الدينية أيا كان جنسه أو لونه ؛ لإن الإسلام يجمع المسلمين ، والإنسانية تجمع بين المسلمين وغيرهم .
إنما لتذكير الشعب الإفريقي ، لا لتعريفه عن نفسه ؛ إذ الذكرى تنفع أصحاب العقول النيّرة ،والقلوب اليقظة.
وقد قال الشاعر:
اقرؤوا التاريخَ إذ فيه العِبَر…. قد ضلَّ قومٌ ليس يَدْرُون الخَبَر
لماذا الشعب الإفريقي يشعر بالذل بين الشعوب مع كونه قويّا في خطابه وشجاعته ؟!
ولماذا هو فقير مع أن أرضه من أغنى الأراضي في العالم ؟!
ولماذا هو لا يثق بعلمه، وخبراته، وقوّته لتطوير ممتلكاته إلا أن يمد يد العون إلى الأجانب كليا.
وقد ذكر الشيخ أحمد بمبا – رحمه الله – في كتاب مسالك الجنان، بأن الهبة الإلهية تنال بالجدّ، لا باللون أوالجنس.
ولا يصدُّك عن القبول@ كوني قصير الباع في ذا الجيل
ولايصدّك مدى الأزمان@ عن أخذه كوني من السوداني
إذ أكرم العباد عند الله@ أكثرهم تقوى بلا اشتباه
فليس يوجب سواد الجسم@سفاهة الفتى وسوء الفهم
ولا تدع نظمي يانبيل@ لعدم اتباع ما أقول
ولا تخصص فضل ربي قد علا@بذي تقدّم فقط فتجهلا
إذ ربما أُري فتى موخّرا@ ماغاب عمن قبله وعسرا
فالطّل قد يبد وأمام الوبل@والفضل للوابل لا للطّل
أما من ناحية الإسلام، فالشعب الإفريقي هو أوّل شعب رحّب بالإسلام والمسلمين ، وأوّل هجرة كانت إلى أرض إفريقيا ، وأوّل ملك إعتنق الإسلام ، هو ملك إفريقيا ألا وهو النجاسيّ.
إن تخلّف الشعب الإفريقي يرجع إلى نفسه، فإن كان الأجداد قد قيّدوا بقيود الإستعمار ،فإننا اليوم أحرار بأفكارنا ، وأموالنا، وأقوالنا، وأراضينا، وبحارنا،فلم يبق لنا إلا الثبات والعمل ،وترك الحروب فيما بيننا؛لنرتقي ،ونسلم من ويلات التخلف.
أما آن للشعب الإفريقي أن يفيق ويعتمد على نفسه ، ثم يغرس روح الثقة في قلوب أبنائه، فيتعلّموا، ويعدلوا ، ثم يخرجوا ثرواتهم من تحت بطون الأرض بأنفسهم ،فإذا فعلوا ذلك نالوا العزّة بإذن الله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى