Articles

حزمة إجراءات تخفيف القيود تفاؤل أم استهتار ؟

كتب: تيرنو بشير صو

قرر الرئيس ماكي سال تخفيف الإجراءات التقييدية لمكافحة فيروس كورنا، وأعلن في خطابه أمس عن جملة من القرارات منها : العودة إلى  المدارس ،والعودة إلى المساجد ، والعودة إلى الأسواق الأسبوعية .

في وقت لا زال القلق يسود المجتمع بسبب ارتفاع وتيرة الاصابات بفيروس كورنا المستجد ، هذه القرارات وإن كانت تعني للمواطن بشارة وعودة للحرية فإنها تثير تساؤلا كبيرا أهي تفاؤل أم استهتار ؟

الناطق الرسمي للحزب الاشتراكي “عبد الله ويلان” بدى في تعليقه على القرارات متخوفا من عواقب القرار، وأبدى عدم موافقته على قرار  تخفيف  الاجراءات التقييدية،  وإن كانت خلفيته تعود لمخاوف اقتصادية  .

وقال: ”  ينبغي المضي قدما في احترام الاجراءات الاحترازية، والوقائية، التي ساهمت بشكل كبير،  في السيطرة على الوضع،  إن تخفيف القيود قد تكون حافزا لانتقال العدوى، .. وندد بقرار إعادة فتح المدارس ، قائلا: “الاطفال مهددون، إذ لا يمكن توفير جميع الوسائل المطلوبة ،لضمان احترام الاجراءات الاحترازية والوقائية في المدارس .

وبرر تخوفه ومعارضته لقرار تخفيف القيود، بأنه جاء قبل الأوان، وأنه قد يكون طريقا لعودة العدوى بشكل أقوى

أما مدير ديوان رئيس الجمهورية السيد “امبي انياغ” فقد أكد أن التخفيف جاء نتيجة دراسة جادة أصدرتها لجنة مكافحة الأوبئة، كما أنها تعود لمخاوف من تدهور في المجال الاقتصادي  إن طالت فترة القيود بالصورة التي كانت عليها…

وقال: إن الشعب  لا زال مطالبا باحترام جميع الاجراءات الاحترازية والوقائية، وأن الحكومة ستطبق جميع الاجراءات  لضمان التعايش مع الفيروس، من ضمنها إجراء الفحص المكثف للأشخاص الذين تظهر فيهم أعراض كوفيد 19 ومخالطيهم

 مؤكدا أنه في النهاية سيمكن تحقيق النجاح الكامل والنهوض باقتصاد الدولة ، والتسريع في بناء أجيال صاعدة تواكب تشكيلة العالم الجديد .

وغير بعيد من تلك الرؤية قال وزير الداخلية “آل آنغوي” أنه لا يوجد  خضوع  لأية ضغوطات مهما كانت مصدرها..

وأن السيادة الوطنية تتطلب من السلطات تنفيذ جميع القرارات، وأن الهيئة العليا ناقشت  كيفية احترام الأوامر الصادرة من السلطة المختصة .

وأكد أنه سيتم عقد لقاءات مع زعماء الدين والمنظمات لمناقشة سبل  إعادة فتح المساجد وفق التنظيم الجاد  للاحترام الاجراءات الاحترازية والوقائية  ضمن خطة  التعايش مع الفيروس .

في حين يرى مختص في الأوبئة  أن قرار التخفيف يمكن أن يكون حلا ناجعا للقضاء الجزئي على الفيروس داخل الدولة، إذا اعتمدت تجربة الطاقم الطبي في متابعة حالات الإصابة والمخالطين وستكون إضافة هامة للسيطرة وللاحتواء على الفيروس ومنعه من التفشي .

ومهما اختلفت الآراء أو اتفقت.. سيبقى السؤال الكبير مطروحا وستظهر مواقف متباينة  بين مؤيد ومعارض حول قرار التخفيف الذي اتخذ في وقت لا زال منحنى الإصابة بالفيروس مرتفعا، وعدد وفياته مخيفا، وحالات شفائه معدودة، ويبقى الخوف قائما من أن تتحول قرارات التخفيف إلى بؤرة لتفشي “كورنا” وفقدان السيطرة -ا قدر الله- ومع ذلك لا يخفى شعور المواطن بالفرح والراحة وهو يتابع خطاب رئيس الجمهورية  ماكي سال وهو يحمل مع بشائر تخفيف القيود التي تبعث برسالة تفاؤل وارتياح وتطلع لعودة الحياة إلى طبيعتها..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى