حالات مأساوية ..التقليد الأعمى نموذجا !!.
أ. تالا كاسي
في الوقت الذي تحتشد وتتوحَّدُ فيه القُوى الأروبيّةُ والولايات المتحدة، وتُضَافرُ جهودَها الفكريّةَ والاقتصاديّةَ، وتكثِّفُ من حين لآخر وسائلَها التَّوْعَوِيَّةَ بُغْيَةَ قيادة البشريّة جمعاء واسترقاق العالَم والدّعوة إلى ترويج الماسونيّة والعلمانية والشُّذوذ، واعتبار الجنسيّة المثليّة والشَيْطَنَة وكلّ أنواع الفساد.
في هذا الوقت الرّهيب أَضْحَتِ الجماعةُ المسلمةُ شظايا متناثرة تنجَرِف وتجرُّ أذيالَها وراء الغرب عدوِّها اللَدُود ؛ تنسفها عواصفُ التّخلف والقوميّة والكراهيّة فتبقى دُوَلُها مُحْتَلَّةً مثل ( فلسطين – العراق – أفغانستان…..)
مؤسف جدا أن يغيب الشُّعورُ بمسؤوليَّة الودّ والتَّضامن والوئام عن ضمائر المعتنقين بدين الحقّ؛ فأين الفئة المسلمة من قول الحبيب عليه الصلاة والسلام(( مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى ))
عندما ينبذُ المسلمُ تعاليمَ الرسول صلى الله عليه وسلم أو يتغاضى عن بعضها ، ويدّعي المعاصرةَ والحضارةَ لأنه أفاق على عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي ، ولبس البِذْلَةَ الْغَربيّة لِيُعَدَّ في مصافّ المثقّفين، ونسي(( عضّوا عليها بالنواجذ))
عند هذا الحدّ تندثر الجواهرُ وَتَلْمَعُ الأشكالُ ويبقى الوَهْمُ يسود العقولَ.