
تأبين: سنتان على رحيل الإعلامي البارز “محيي الدين أحمد بشير كونتا”
أ.فاضل غي
عادت المنية لتذيقنا مرارة فقد ركن من أركان الصحافة الوطنية، وحارس يقظ من حراس العقيدة الإسلامية وسط بيئات العلمانيين ببلادنا ، إختطفت يد المنون صديقنا الإعلامي القدير والمسلم الحريص على مبادئ الإسلام وتعاليمه الشيخ أحمد البشير كنتَ ” محيي الدين “
والحديث في الحقيقة عن “بشير”- كما كنا نناديه- هو الحديث عن جزء من ذاكرة الوطن .
بدأ الفقيد ممارسته لمهنة الصحافة بُعيد إستقلال السنغال ، وسرعان ما تألق وتميٌز في عالم الصحافة والإعلام لتبحره في لغة موليير في وقت مبكر ، وإتقانه للهجة” ولف ” الأكثر انتشارا في السنغال ، وحسن استيعابه وفهمه لأخلاقيات المهنة ..وكان من الصحفيين القلائل الذين أجازهم الرئيس الشاعر” لوبول سنغور ” وقرٌبهم إليه ، اللافت في حياة فقيدنا العزيز ( أحمد بشير كونتَا) هو تمسكه بإسلامه وإبراز انتمائه الديني في عهد حكم رئيس مسيحي، ونفوذ كنيسة متطرفة في حكومة علمانية.
كنت أزور بشير ويزورني ، ونلتقي في مقهى أو مطعم نتبادل الآراء حول هموم الصحافة وقضايا الوطن ، لكنه يتجاوز محور الحديث ليخوض معك في الحديث عن عظمة الإسلام ومواقف الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم ، وعبقريات صحابته الكرام .
” بشير كونتَا” لم يدرس العربية ولم يدرس المواد الدينية كما درسناها نحن حملة الثقافة العربية والإسلامية في البلاد ، لكن جل المواطنين كانوا يرونه من المثقفين الكبار باللغة العربية الذبن تخصصوا في الدراسات الإسلامية ، جسد ذلك في كثرة برامجه الدينية بالإذاعة والتلفزة الوطنية ، وملازمته للأسر الدينية التي ينتمي إليها أصلا ،واندماجه في بيئة الناشطين في مجال الدعوة جعل المواطنين ينظرون إليه هذه النظرة .. فالرجل كان قوي الذاكرة ، مولعا بالقراءة الكثيرة الدائمة والمنوٌعة ، كما كان ميالا إلى السيرة النبوية الشريفة والتاريخ الإسلامي..متباهيا بعقيدته الإسلامية فأصبح بذلك رمزا من رموز الدين الإسلامي الحنيف فى هذه البلاد.
تغمد الله لفقيد الأمة “محمد بشير كونتا” بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته..