بابا شيخ : فقيد الإسلام والوطن .. والخلق الحسن
الشيخ التيجاني نياس الخليفة الرابع لوالده الشيخ إبراهيم نياس الذي وافته المنية البارحة من الشخصيات الدينية الذين تفتخر بهم البلاد والعباد، عرفته وأنا يافع أختلف إلى معهد الحاج عبد الله نياس الذي كان يديره أخوه محمد النذير نياس ، وكان منزلاهما متقاربين ، وكنت أراه وألتقي به فأجده دائما إنسانا رزينا ، مثقفا واسع الإطلاع ، لكنه متواضع قليل الكلام رغم انفتاحه على دول العالم كمرافق لشيخه الوالد في أكثر رحلاته ، وساعده الأيمن في الكثير من الأمور ، وكنت وأنا شاب كولخي قريب للأسرة الإبراهيمية أراه يحرص على مساعدة المحتاجين ، شهما كريما داعما لطلبة العلم مشجعا لهم على المضي قدما في سبيل التحصيل العلمي ..زرته في بيته ذات ليلة مع صديق لي طالب فى جمهورية مصر العربية وكان زميل الدراسة لابن فقيدنا الشيخ التيجاني في القاهرة وفوجئنا لما دخلنا الصالون بالعشاء الفاخر الذي أعده لنا مع أنواع مختلفة من الفواكه والمشروبات فكأنه يستقبل كبار الشخصيات ، وجلس معنا يتحدث إلينا ويحثنا على طلب العلم والتأدب واحترام مبادئ الإسلام والتخلق بالخلق الحسن ، هكذا تربى أبناء الشيخ إبراهيم وبناته ، يوقرون الصغير والكبير ويكرمون الغريب والقريب.
في سنة ٢٠١١ طلب مني الوزير كريم واد مرافقته إلى مدينة كولخ للقيام بزيارة مجاملة للبيوتات الدينية فزرنا أكثر من بيت ديني هناك ، ولما قابلنا الخليفة الشيخ التيجاني نياس في غرفته الخاصة لم يتقدم إلى الوزير ابن رئيس الجمهورية طلبا أكثر من حثه على الاهتمام بالأرياف ومساعدتهم بالكهرباء والمياه حتى يوفر لهم كرم العيش .
الله نسأل أن يتغمد فقيد الوطن والأمة الإسلامية الشيخ التيجاني نياس بواسع رحماته ويدخله فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
شكرا لكم وجعل الله هذا التواضع والجهود في ميزان حسناتكم إنه كريم منان
ورحمة الله على الخليفة الطريقة التيجانية وتغمده برحمته