Articles

الغابون .. وذكريات جلسة مع السفير السنغالي نجاور باه “رحمه الله “

محمدن ولد عبد الله

في إحدى جلساتي مع المرحوم السفير انْجَّاوَرَ بَهْ في دكار رويت عنه قصّة من قصص علو الهمة وخدمة الصالحين قلّ نظيرها في هذا الزمن ، وقد كان انجاورَ مستشاراً لرئيس الغابون الراحل عمر بونغو فترة طويلة ،
يقولُ السيد انْجَّاوَرَ : سمعت ذات مرة بوفدٍ من أُسرة الشيخ أحمدُّ بمب رحمه الله ونفعنا ببركته ٌيوجد فى ليبروفيل العاصمة ، ويرغب فى لقاء الرئيس بونغو
قلت فى نفسي هذه فرصة مهمة للتقرب الى المولى عزّ وجل !
فطلبت لقاء الرئيس على عجل ، فوافق بسرعة ، وسألني ما هو الأمر المستعجل الذى تودُّ محادثتى بشأنه ؟ فقلت له سيدي الرئيس بلغنى أنَّ وفدا من أُسرةٍ مباركةٍ ميمونةٍ موجودً الآن فى “ليبروفيل” أرى أنَّ فى استقبالك لهم نصرا وعزا وتمكينا لا شك ستراه فى قصرك وفى دولتك عاجلا وآجلا بإذن الله !!!
فأجابنى : لامانع من ذلك سأستقبلهم إن شاء الله – يقول انْجَّاوَرَ – راودني الشك من جوابه ، خشية أن يكون من أجوبته الدبلوماسية المعتادة ويطول الوقت علي وعلى الوفد الكريم ، فألححت عليه : سيدي الرئيس أرجو أن تُكلف مرافقك العسكري بشأنهم ، وأقترح عليك ضيافتهم فى القصر ثلاث ليالٍ قبل اللقاء ، فإن عبادتهم وتبتُّلهم وختماتهم القرآنية ستعود بالخير الجزيل عليك وعلى دولة الغابون ،والتى كانت منفى جدهم وشيخهم الشيخ الخديم ، فاستجاب لذلك الطلب وكلّف المرافق العسكري بترتيب الزيارة ، وضيافة أحفاد الشيخ الخديم ، ووصل الوفد الى القصر مكرّما معززا برئاسة الشيخ “سَرِين مَودُ بُوسُو جَنكّْ ابن الشيخ محمد فاضل ابن الشيخ الخديم نفعنا الله ببركتهم ، وقضى هناك ثلاثة أيام ، فى أرغد عيشٍ وأهنئِهِ واستقبلهم الرئيس والتمس منهم صالح الدعاء ، ولما همَّ بوداعهم – يقول انْجَّاوَرَ -أرتَأيْتُ عليه أن من متمّمات كَرَمِ الرئاسةِ أن توصلهم طائرة الرئيس الى دكار ، فذالك لا شك سيكون له بالغ الأثر فى نفوسهم ، وسيعود بالبركات والحفظ والتمكين لكم ولدولتكم الكريمة ، فأمر بونغو بتجهيز طائرته وإذابه يشير الى مرافقه بتسليم عدة حقائب مملوءة من المال للوفد الكريم ، وبعد الوداع ذهبت إلى باريس فى مهمة رسمية ، ورجع وفد طوبى إلى السنغال فى طائرة الرئيس بونغو ، وبعد فترة مررت بدكار فإذا ببرقية من الرئاسة السنغالية تطلبنى للقاء الرئيس عبد ديوف ، وقد أراد من ذلك أن يشكرني باسم الحكومة السنغالية -بطلب من الخلافة فى طوبى – على العناية التى أوليتُها لوفدهم الكريم حسب تعبير الرئيس فخاطبته قائلا :
ذلك عملُ عملته لنفسي وأدّخره عند الله ولا أريد من ذلك جزاءً ولا شكوراً من أيِّ أحدٍ كان !

المدير الناشر لشبكة رياح الجنوب

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى