الدبلوماسي التشادي حسين طه.. من قلب “التعاون الإسلامي” إلى رأسها
إنتخب وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بالإجماع، السبت، الدبلوماسي التشادي حسين طه، أمينا عاما جديدا لها خلفا للسعودي يوسف بن أحمد العثيمين، في وقت تبحث المنظمة عن تواجد واهتمام أكبر بالقارة السمراء.
طه الذي يعد من العارفين بدهاليز المنظمة، حيث عمل داخل أروقتها لسنوات، سيتولى منصبه الجديد في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بولاية من 5 أعوام، إثر انتهاء مدة العثيمين.
ووفق تقارير صحفية ومعلومات تاريخية، أعلنت تشاد مطلع نوفمبر الجاري، ترشيح طه الذي يبلغ من العمر 69 عاما، لرئاسة المنظمة التي يقع مقرها الدائم في مدينة جدة السعودية.
وقُدم الطلب التشادي أثناء الدورة 47 لمجلس وزراء الخارجية الذي عُقد يومي 27 و28 نوفمبر الجاري بمدينة نيامي بالنيجر (الإفريقية)، لبحث قضايا العالم الإسلامي.
ولد طه عام 1951، ونال شهادته الثانوية في 1972، والتحق بكلية اللغات في جامعة تشاد، ليحصل بالعام التالي على منحة للدراسة في جامعة المدينة المنورة، والتحق بها لمدة عام.
وبعد عودته لقضاء إجازة في تشاد عام 1974، حصل على منحة دراسية فرنسية، والتحق بالمعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس.
وفي نهاية دراسته، عاد حسين طه إلى تشاد والتحق بوزارة الخارجية مستشارا للشؤون الخارجية، بين 1979 ـ 1989، قبل أن يُعيّن مديرا لمكتب وزير الخارجية عامي 1990 إلى مايو/ أيار 1991.
وعُين في يونيو/ حزيران 1991 مستشارا أول في سفارة تشاد لدى الرياض، واحتفظ بهذا المنصب 10 سنوات، وكان يحمل ملف المنظمة بسفارة بلاده بالمملكة.
وبعدها شغل منصب سفير تشاد لدى تايوان منذ 2001 وحتى 2006، ثم سفير لبلاده لدى فرنسا منذ 2006، وسفير غير مقيم لدى الفاتيكان.
وتولى حقيبة الشؤون الخارجية في بلاده عام 2017، وعمل نائب الأمين العام لرئاسة الجمهورية بدرجة وزير في 2019، وسفيرا فخريا عام 2020.
وتعد “التعاون الإسلامي” ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها 57 دولة، موزعة على أربع قارات تمثل المجموعات العربية والإفريقية والآسيوية وشبه القارة الهندية والبلقان.
وتعد تشاد إحدى الدول المؤسسة للمنظمة التي تم إنشاؤها سبتمبر/ أيلول 1969 في الرباط.
الأمين الـ 12
شغل منصب الأمين العام للمنظمة 11 شخصية، من ماليزيا ومصر والسنغال وتونس وباكستان والنيجر، والمغرب وتركيا والسعودية، قبل أن يحل الأمين العام الجديد رقم 12 من تشاد.
دعم دولة المقر
قدمت السعودية دولة المقر، مبكرا التهنئة، لـ”طه”، ووعدته بالدعم.
وقال وزير خارجية المملكة فيصل بن فرحان، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “أهنئ حسين طه بمناسبة اختياره بالتوافق أمينا عاما لمنظمة التعاون الإسلامي ابتداء من نوفمبر 2021”.
وأضاف: “نحن السعودية لن ندخر جهدا في تقديم العون والمساندة له انطلاقا من دورنا الفاعل في خدمة قضايا الأمة الإسلامية”.
وفي تصريحات لفضائية “العربية” السعودية، وصف ابن فرحان، طه الذي قضى بعضا من عمره الدبلوماسي بالسعودية، بأنه “رجل كفء ومتميز”، متوقعا أن يقود المنظمة بنجاح.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن ابن فرحان، أن طه، “توافقت عليه المجموعة الإفريقية”.
وجاء الدعم السعودي له “وفاء من المملكة بما التزمت به سابقا تجاه المجموعة، وعملا بما نص عليه ميثاق المنظمة فيما يتعلق باختيار الأمين العام وفق مبادئ التوزيع الجغرافي العادل والتداول وتكافؤ الفرص بين الدول الأعضاء”، وفق ابن فرحان.
** المنظمة وإفريقيا
ويأتي اختيار إفريقي على رأس المنظمة، في ظل اهتمامها بتطورات الأوضاع بمنطقة الساحل التي تعد تشاد أبرز دولها.
وأكد السعودي يوسف بن أحمد العثيمين، خلال ترؤسه اجتماع مجلس وزراء الخارجية، السبت، ضرورة اهتمام الأمانة العامة بتطورات الأوضاع في منطقة الساحل وتداعياتها وامتداداتها على مختلف الأصعدة، لخطورة هذه التطورات وتسارع وتيرتها.
وتضم مجموعة الساحل الإفريقي خمس دول هي :
موريتانيا ،وبوركينا فاسو ، ومالي ،وتشاد، والنيجر، وعادة ما تواجه تلك البلدان في السنوات الأخيرة هجمات مسلحة.