Culture

الأستاذ فاضل غي يتسلم تكريما من مدرسي اللغة العربية في دكار بلاتو

كتب – المفتش محمد لوح

قدم مدرسو اللغة العربية في مفتشية دكار بلاتو للتربية والتكوين اليوم (الإثنين الأول من يوليو 2024م) تكريما خاصا بمناسبة خروجه بالتقاعد من الوظائف الحكومية ، بحضور المفتش الجهوي السيد تييرنو حابي باه، ومفتش اللغة العربية والتربية الإسلامية الأستاذ شيخ تجان سي، وبحضور جميع المدرسين في دكار بلاتو. وقد تناوب المدرسون في تقديم عبارات الشكر والتقدير للأستاذ فاضل غي على مشواره التعليمي التعلمي المثمر في الجهوية بلسان المفتش سي والمفتش الجهوي باه ، وثمنوا دوره الممتاز في رفع كفاءات المدرسين والمثقفين بالعربية لأعوام طويلة؛ من المعلم في الفصل إلى المستشار التربوي في المفتشية.
ومن جانبه عبر الأستاذ ” غِي ” عن فرحه وسروره لهذا التكريم، وبين أنه ذهب إلى التقاعد ، و لكنه لم يتقاعد عن تقديم الخدمات في مجال العلم والمعرفة، كما شكر جميع المدرسين على الحفاوة والتقدير والاحترام الذي يحظى به دائما منهم، وعبر أيضا عن تشكراته تجاه المفتش سي والجهوي باه على تقديرهما له في كل ما يخص التربية والتعليم في المفتشية.”

نبذة عن السيرة الذاتية للأستاذ فاضل غي:

ولد الأستاذ فاضل في مدينة العلم والمعرفة مدينة كولخ العريقة بشوارعها الواسعة، وأشجارها الباسقة، وحركة تجارتها النشطة، وكان ذلك في نهاية خمسينات القرن الماضي ، وسط أسرة كبيرة العدد، من أبوين متدينين، وكان والده رغم تحركه في التجارة بسوق كولخ المركزي ، يحب العلم والعلماء ، والشعر والشعراء، بل كان يكتب قصائد شعرية باللغتين الولفية والعربية، أما أبناؤه فقد سلكوا دربه في ممارسة التجارة، لكن بعد حفظ القرآن الكريم وتعلم الفقه المالكي، إلا فاضل الذي واصل الدراسة بكل جدية وشغف لدرجة كانت أمه تتعجب من حبه للمطالعة ، ونثره الأوراق في كل شبر من أرجاء البيت.
مسيرته العلمية والثقافية:

بدأ الأستاذ فاضل غي حياته التعلمية كالعادة في السنغال بالقرآن الكريم، ليُنقل بعد ذلك إلى مدرسة الأستاذ أحمد محمد جيي الكولخي المعروف بغزارة علمه وضلوعه في اللغة العربية ، حيث تعلم فيها مبادئ اللغة العربية وكتب الفقه والتاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية، ومن ثم إلى معهد الحاج عبد الله انياس في حي “سام” بمدينة كولخ، حيث تتلمذ على أساتذة سنغاليين أولا ،ثم على أساتذة مصريين أعضاء بعثة الأزهر الأولى لجمهورية السنغال سنة 1974م، هذا وقد دفعه حبه المفرط للمطالعة في تلك الأيام إلى إبرام علاقات وطيدة مع التجار اللبنانيين في كولخ، الذين كانوا يزودونه بالمجلات والصحف التي كانت تأتيهم باستمرار. وكثيرا ما حرم نفسه من شراء الفطور حينا والغداء أحيانا جمعا للفرنكات التي كانت تعطيه إياه أمه كمصروفات قي المدرسة ليشتري بذلك كتبا مستهلكة من الكتب والروايات والقصص والمجلات اللبنانية والمصرية.

وظائفه التعليمية:

وبعد حصوله على الشهادة الابتدائية من معهد الحاج عبد الله انياس وفي القسم الثاني الاعدادي تحديدا ، سلك درب التعليم في القرى والأرياف في منطقة كجور، ولم يكن ذلك لحاجة إلى المال لكون الأبوين تاجرين ميسو ريّ الحال. وكان من زملائه في التدريس بتلك القرى الكاجورية الأستاذ عافية انيانغ، والدكتور خادم سيلا، والدكتور محمد لوح ، و شيخنا بوسو ،وبيت عمر وكلهم من طوبى ، وكان أخي الصديق الشيخ سيدي مختار كاه السبب في علاقتي مع عدد كبير من هؤلاء الطوباويين ، إلى جانب زملاء آخرين في مهنة التدريس بمدارس الشيخ أحمد امباكي ” غيندي فاتما ” مثل عبد اللهَ فال ، ومغت جاه وغيرهما من زملائه ، ثم انتقل إلى معاهد الأزهر التي أسسها الشيخ محمد المرتضى امباكي حيث قضى سنوات للتدريس قي مختلف القرى والمدن ،” بامبي ” و ” لامباي ” وتوتو غوي جاما ” ومدينة تياس ” ، ومن زملائه وأصدقائه الذين كان معهم في منطقة بامبي الشيخ محمد المرتضى فال ، الأستاذ مختار جوب ، وحامد جوب ، والشيخ مرتضى عمر ، والأستاذ فاضل اندو ،ومحمد جاه ، وصمب جيي ،ومصطفى جوب وغيرهم من مدرسي الأزهر ، وكان يتقاضى من التدريس في ذلك الوقت مبلغا زهيدا كل شهر، يصرفه في مكتبة الهلال بدكار وكانت مكتبة عامرة بمختلف الكتب والأسفار لتاجر لبناني ، و كانت فيها كل ما تتوق إليه نفسه من كتب ، ليعود بعدها إلى القرى ليطالعها في أجواء الهدوء والسكينة. وقد حاول الخروج لمواصلة دراسته كبعض أصحابه للالتحاق بالجامعات العربية، ومع كل المجهودات التي بذلها من جمع المال والكر والفر ، وارتياد مكتب المنح الدراسية، إلا أنه لم يوفق في ذلك، ولما فاتته فرصة الالتحاق بجامعة عربية في الخارج لم يشعر بأي ندم حيال ذلك، بل زاده ذلك ثباتا وعزيمة ، ورغبة في التحصيل الذاتي، فشق دربا موحشا وعرا بمفرده، حيث كان بعض أصدقائه يجازفون بحياتهم في سبيل الخروج لمواصلة الدراسة، لكنه لم يحبذ ذلك فكان يقرأ ويقرأ، ويقرأ بكل جدية ومواظبة ويكلف نفسه وعقله العنت والتعب في القراءة ، وبقراءة فاحصة ومتأنية ، ويعود إلى المعجم عندما يتعثر أثناء قراءته بكلمة غريبة، وكان قد قرأ تقريبا في تلك القرى الكجورية والبولية عددا كبيرا من الكتب قي الفكر الإسلامي ، ومؤلفات الأدباء والمفكرين مثل مؤلفات جبران خليل جبران، والدكتور طه حسين، وكتب الأديب اللبناني ميخائيل نعيمة كالغربال مثلا، كما قرأ دواوين الشعراء الستة، وفجر الإسلام وضحى الإسلام للكاتب أحمد أمين، وحياة محمد للأستاذ حسين هيكل، وكتب الأستاذ عباس محمود العقاد؛ حيث كان متأثرا بهذا الأخير وغيره من الكتاب البارزين آنذاك، بالإضافة إلى الكتب المحلية وقصائد المشايخ التي كانت متوفرة حينها في كجور. ثم انتقل الأستاذ فاضل غي من القرى إلى دكار ليصادف بتنظيم أول مسابقة وطنية لتعيين مدرسي اللغة العربية في المدارس العمومية الرسمية فشارك ليكون من الناجحين من بين 18 المقبولين من أصل 3500 مترشح، فتكوّن بيداغوجيا في مركز التكوين البيداغوجي (CFPP) في دكار، وبعد ذلك عين في قرية “بَيَاخْ” في طريق “كَيَارْ”، ومكث هناك 10 سنوات ، نقل بعدها إلى العاصمة دكار ليدرس قبل أن يعين مستشارا تربويا في مفتشية دكار بلاتو.


إنجازاته العلمية والثقافية:
وخلال فترة تدريسه في المدارس الإبتدائية تكوّن إعلاميا حيث كان يرسل بعض المقالات لينشر في مجلة “المسيرة” الرسمية، كما نجح في مسابقة لتكوين الصحفيين وحاز بدبلوم في الصحافة و الإعلام ، ليؤسس بعد ذلك مجلة الوحدة هو وصديقه عبد الكريم صار، وشريكة حياته السيدة سودة جوب وآخرون، ثم أسس الأستاذ فاضل غي مجلة الصحوة الإسلامية في السنغال سنة 1992م، ومجلة الأفق الجديد 2014، وفي سنة 2018 أنشأ مجلة أخرى تحت عنوان(الوسطية)

ثم أشرف على فتح موقع إخباري وهو الجريدة الالكترونية الإخبارية اليومية (reveildakar) منذ أكثر من ست سنوات.

الوظائف التي تقلدها وطنيا ودوليا:
❖ عمل مستشارا خاصا لوزير التعاون الدولي السيد كريم واد من 2005 إلى 2012م.
❖ أمين عام جمعية الوحدة للتربية ونشر الثقافة الإسلامية عام 1988- 1992
❖ عين مندوبا لجمعية الهلال الأخضر التركية منذ عام 2015م
❖ ويرأس حاليا نادي السنغال الأدبي إلى جانب عضويته في العديد من الهيئات الثقافية والأدبية ومنظمات المجتمع المدني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى