actualite

سياسيون ومحللون لـ”قدس برس”: اغتيال هنية بحث عن نصر مزيف لإسرائيل في ظل هزيمتها بغزة

رام الله (فلسطين) – قدس برس| يوليو 31, 2024 1:31 م

أكد سياسيون ومحللون أن اغتيال الاحتلال لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية لن يوقف المقاومة، بل سيشكل باعثا للمقاومين لتوجيه المزيد من الضربات في طول البلاد وعرضها، مشيرين إلى أن هذه محاولة يائسة من الاحتلال للبحث عن صورة نصر مزيف في ظل فشله في تحقيق أي من الأهداف التي وعد بها، منذ تشرين أول/أكتوبر الماضي. 

وقال الأمين العام لـ “حركة المبادرة الفلسطينية” (تنضوي تحت مظلة منظمة التحرير) مصطفى البرغوثي، إن “دماء هنية لن تذهب هدرا واغتياله الجبان لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على مواصلة الكفاح والمقاومة لنيل حريته، مشددا على أن الرد على جريمة الاغتيال البشعة هو بتوحيد طاقات وقوى الشعب الفلسطيني على برنامج الكفاح الوطني والمقاومة والتنفيذ الفوري لإعلان بكين وتشكيل قيادة وطنية موحدة في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية، والفاشية العنصرية”.

أما الكاتب والمحلل السياسي محمد القيق، فقال إن “اغتيال الشيخ المؤسس أحمد ياسين حوّل الرصاص إلى صاروخ، واغتيال (القيادي في حماس أحمد) الجعبري زاد مسافة الصاروخ لتل أبيب، واغتيال أبو علي مصطفى (الأمين العام للجبهة الشعبية) أتى برأس (وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام) زئيفي، واغتيال (نائب رئيس حركة حماس صالح) العاروري أدخل العبوات عن بُعد إلى الضفة، واغتيال (القيادي في حزب الله عماد) مغنية أتى بسلاح المسيّرات الفتاك وقوة الرضوان التي تؤرق تفكيرهم”.

وأضاف “بالتالي عمليا ما أرادته إسرائيل من اغتيال إسماعيل هنية هو محاولة ضرب وحدة الساحات وتشتيت الجهود وإخفاء الهزيمة، وهذا كله بحسب محطات سابقة فشلت فيه وما زالت، وأفرغت سلاح الاغتيالات من مضمونه الاستراتيجي الذي يحمل هدفاً دائما لعجزها عن الانتصار على إرادة التحرر، ولما تعانيه من انسداد أفق إنهاء الكابوس الذي هدر الردع والاقتصاد والأمن”.

وختم القيق بقوله “الساعة ما زالت بتوقيت المقاومة، والاغتيالات من الواضح أنها لن تؤثر في حركة عقاربها”.

تعد سافر:

بدوره، أوضح المختص في الشؤون الإسرائيلية نعمان عابد أنه “إذا لم يتم التصدي ومحاصرة ومعاقبة دولة الاحتلال الإسرائيلي وحكومتها الصهيونية المتطرفة، فإن هذه الدولة ستستمر في توحشها وعدوانها على شعبنا الفلسطيني في كل مكان”.

وأوضح أن “اغتيال في الضاحية الجنوبية البارحة، واليوم اغتيال في طهران، واستمرار للإبادة الجماعية بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، يؤكد أن هذا الكيان مجرم ولا خطوط حمر لديه، ومن ثم على العالم الحر والصديق معاملته على هذا الأساس، ومحاصرته ومعاقبته”.

وأضاف “نعلم أنه لا يوجد أمن كامل مئة في المائة في أي مكان بالعالم، ولكن مطلوب الآن من القيادة الإيرانية إجراء تحقيق شامل وإعلان نتائجه واستخلاص العبر، أما المطلوب فلسطينيا تعزيز الوحدة الوطنية، وتعزيز صمود شعبنا ونضاله الوطني، وأن لا يكون بيننا من يدعو للفرقة والشقاق والانقسام، وإسكات الأصوات النشاز التي كانت تساهم في تأجيج الساحة الداخلية الفلسطينية”.

إسرائيل تواسي نفسها:

أما الكاتب الفلسطيني سليمان بشارات، فيوافق عابد الرأي أن حادثة الاغتيال لا يمكن فصلها عن مجمل الاغتيالات الأخيرة وخاصة التي جرت أمس في الضاحية الجنوبية في بيروت”.

وتابع “إسرائيل تريد الولوج إلى مرحلة جديدة وهي المس بمحور المقاومة على الساحات كلها، واختيار إيران الساحات كلها يؤكد هذا التوجه”.

ويرى بشارات أنه على الصعيد العسكري، “فإسرائيل تريد أن تواسي نفسها بعد الخسائر الفادحة التي تتلقاها في غزة وفشلها في تحقيق أهدافها في ظل تعاظم القدرات التي تملكها المقاومة هناك، رغم مرور عشرة أشهر على العدوان”.

وأضاف “كما أن إسرائيل تريد أن تقول للرأي العام الإسرائيلي إنها قادرة على الوصول لقيادات حماس في كافة أماكن تواجدهم، وأنها تريد منه فقط أن يمنحها الوقت الكافي لذلك”.

وداخليا، يعتقد بشارات أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف “يريدوا أن يثبتوا أنهم قادرون على إدارة المشهد السياسي الداخلي في إسرائيل في ظل هذه المرحلة الحساسة، وأنهم استطاعوا أن يحققوا هذه الإنجازات ما يعزز من فرص بقائهم على الساحة”.

وأشار إلى أن إسرائيل “تغازل الولايات المتحدة الأمريكية بأننا قادرون على الحفاظ على الأمن العالمي، وعلى مصالحنا المشتركة، وعلى إقصاء المعادين كلهم لمشروعنا المشترك في المنطقة، وهذا يستلزم من أمريكا الإبقاء على التفوق العسكري لإسرائيل”.

ووضع بشارات سيناريوهين، الأول أن تشكل هذه الحادثة محطة تحول في المواجهة الحالية لتطال بقية الساحات، والثاني وهو المناقض له تماما أن تشكل بداية لصفقة سياسية شاملة من خلال ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل لإقناعها أنه باغتيالها هنية حققت إنجازا كبيرا جعل يدها عليا، بالتزامن مع ممارسة ضغوط على حماس للتنازل أكثر للوصول إلى اتفاق ينهي الحالة الراهنة. 

ونعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فجر اليوم الأربعاء، رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية إثر غارة إسرائيلية على مقر إقامته طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى