actualite

وماذا بعد رفض البرلمان السنغالي تجريم المثلية الجنسية ؟!

تالا كاسي

الضّمائر الحيّةُ الحرّةُ والمعتنقةُ بالسّيادة والدّيموقراطية توحي إلى أولي الألباب الأُبَاة أنّ التَّبَعِيَّةَ الْعَمْيَاءَ هي نقطةالقوّة العظمى للحكومة الحالية ، وهي الإشكالية الكامنة والسّبب الأساسي في رفض البرلمان السّنغالي مَشرُوعَ قانون تجريم الشذوذ الجنسي في البلاد. هذه الحكومة التي أَلَّهَتْ فرنسا وبقيتْ عابدَةً لها ؛ تجري وتنجرف وراءَ مُخَطَّطَاتِها الاقتصادية وبرامجها السياسيّة وجزءٍ كبير من مناهجها التعليمية .
علِمَ الله أنّ النُّوّابَ الرّافضين لهذا الحكم الإلهي هُمْ مَنْ سيدفعون الثّمن أمام التّاريخ السّنغالي؛ إذ أنّ تجريم الجنسيّة المثليّة كان -ولازال- مطلبا دينيا وإنسانيا قبل أن يكون مطلبا شعبيا سنغاليا ذلك الشعب الذي عاش نصف قرن كامل بعد حصوله على استقلال موهوم مُصفَّدًا بالمَسْكنةِ والعبودية مقهورا مظلوما.
كلّ الأباة المتمسّكين بالمُثُل العُليا والقيم الأصيلة يتساءلون: ماهو التّخطيط الواجبُ تعقيبُه بعد رفض البرلمان مطلبَ شعبه.
أقول هنا: ليحالفنا النّجاح والفوز في هذه الحرب التاريخية أقترح
1-أن تتدخّلَ زعامةُ المشيخة الصوفية تدخّلا ثانيا قويّا وذلك بتوجيه خطاب متزمِّتٍ إلى الممعنيّين بالأمر يركّز على نقطتين .
أ- بيان انحراف النوّاب التسعة الرافضين للمشروع ومسؤوليتهم العظيمة الرهيبة في انتشار الفساد الخلقي الذي يهدّد مستقبل أجيال وأجيال وأجيال!
ب- توعية عامّة الناس وتشجيعهم على تقوية ومساندة الحركة الإصلاحية الجريئة (A S J) التي شأنها الدفاع عن القيم والأخلاق والمبادئ الدينية والتقليدية.
2-أن نُنَظِّمَ مسيرةً وطنية كبيرة في سائر أرجاء البلاد تستغرق يوما كاملا أو يومين فتتوقّف كلّ القطاعات إعلانا أننا دائما ضِدَّ الشذوذ الجنسي والأخلاقي.
3_ تعبئة الفراغات التفكيرية التي ينبغي إملاؤها بعنصرٍ ثقافيّ إسلامي فعقليات عامّة الناس في بلادنا مُحِبّةٌ لِلدّين الإسلامي ولكن ينقصها الفهم العميق له وربطُه بالواقع المُعاش، والإدراك بخطورة التقصير في القضايا الدينية والسياسية و الوطنية وذلك يتجلّى كثيرا في الأحداث.
وفي النهاية أقول وأردّد : إنّ أخلاقياتنا الإسلامية والتقليدية هي موروثنا الديني الأصيل، ((بُعِثْتُ لأُتمِّمَ مكارِمَ الأخلاق))وتَمَيّزُنَا الحضارِيُّ النفيس فَلَنْ نَمَلَّ من الحفاظِ عليها.
فإنّما الأمم الأخلاق ما بيقيتْ
فإِنْ هُمُو ذهبتْ أخلاقُهم ذهبُوا

الكاتب/ تالا كاسي غلام الخديم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى