*وقفة تأمل في المسلسلات المسرحية التي تبث في القنوات السنغالية ..!
كتب –آدم جونغ
قديما كانت المسرحية وسيلة من وسائل التعليم والتوعية ، وغرس القيم النبيلة والعادات الحميدة في أفراد المجتمع، ومع مرور الزمن بدأت الأمور تتغير شيئا فشيئا، حين جاءتنا مسلسلات مستوردة تأتينا من الخارج ، وكانت أبطالها أجانب وكانت أيضا تجرى بلغات أجنبية بحيث لا يفهمها الغالبية العظمى من أبناء الشعب، وفي هذه الآونة الأخيرة وجدنا أنها لم تعد مستوردة وإنما هي مصنعة داخل بلادنا ، ولم يعد أبطالها أجانب وإنما هم من أبناء بلدنا، ولم تعد لغاتها أجنبية، ولكنها أصبحت ناطقة بلغتنا المحلية ( ولوف ) فهي اللغة المشتركة فغالبية الشعب يفهمونها، وهذا ما يسهّل إيصال الرسالة والمغزى منها إلى المستهدفين ، لكن ماهي رسالة تلك المسلسلات؟ وما مغزاها ياترى؟
إن كل من يولي اهتماما لهذه المسلسلات بتتبعها يجد أن أكثرها تحمل في طياتها رسالات سيئة كما يعلم أن وراءها لوبيات تهدف إلى فساد الأخلاق وفساد المجتمع السنغالي ، وفرض رسالاتها على الشعب بواسطة هذه المسلسلات سواء أبينا أم رضينا، ويمكن ذكر بعضها وتحليلها على سبيل المثال:
كنا نرى un café avec وكانت هذه تبث على قناة tfm ، وكانت تغري البنات والبنين في حب المادة ، كما كانت تعلّمهم الاحتيال
ثم جاء بعضها maîtresse d’un homme marié وكانت هذه المسلسلة سيئة المحتوى ، حيث يشعر المشاهد لها أنها تفسد الأخلاق لما فيها من معاملات جنسية بين المرأة والرجل الأجنبي، من مقدمات الجماع وغيرها، وألفاظ بذيئة تتنافي كليا مع قيمنا الدينية وعاداتنا الاجتماعية، فيرى المتابع أن هذه المسلسلة تغري بالجنس الفاحش والتبرج والخديعة لا غير٠
ولقد رفعت منظمة جمرا التي يرأسها مام مختار غي دعوى قضائية إلى CNRA ( المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع ) (conseil national de régulation de l’audiovisuel )
وما زالت تطالبه بإيقاف المسلسلات المضادة لقيمنا الدينية والاجتماعية ، ومنعها بتاتا، لكن المجلس أي CNR لم يحرك ساكنا كأن في آذان أعضائه وقر ! ولم يكن لهذه الشكاوى أي اعتبار وهكذا استمرت المسلسلة إلى أن انتهى موسمها الثاني ، وما يكد ” maitresse ” ينتهي حتى جاءتنا من قناة Séne tv مسلسلة أخرى أخطر من سابقيها وهي مسلسلة infidèles ، ونلاحظ أن هذه المسلسلة تشجع على أمور منها:
١-تشجع الشباب والشابات على الزنى المبكّر في حين يمنعونهم عن الزواج المبكّر ، وأيهما أفضل وأسلم للمجتمعات
يا ترى؟
٢-تشجع المرأة المتزوجة على التبرج والزنى مع رجل آخر غير زوجها وهذا ممنوع شرعا، وعرفا ، وما يترتب عليه من العقوبات الشرعية من الرجم حتى الموت فهي معلومة.
٣-تشويه القيم الإسلامية والاعتداء على المأمورات الشرعية، وذلك باعتبار المرأة المحجبة المحصنة متخلّفة ،
ومجامعة الرجل لأخت زوجته عادي ! ٠
٤-تشجيع المرأة على الخلاعة، وهدم جدران الحياء ، حيث يستعملون معها كلمات غير مهذبة وخليعة منها على سبيل المثال مايلي:
قول الفتاة للرجل khanaa mome dou goor sumako oubilé mou dor yaw sakh suma la oubilé nga dor
سبحان الله !! ما أقبحها من كلام
ومنها قول الفتاة للرجل: boo nieuwei sama keur diga dor ba doyal
ومنها قول الزوجة لزوجها: commebien de temps laaloma
ومنها تعرّي المرأة أمام الرجل قائلة له: bamala guisé ba tay maagui nakh boma sotti woul ndokh dinaa tak
اسمع إلى هذه الأقوال السيئة، وانظر إلى هذه الأفعال الغريبة التي لا تؤخذ منها دروس ولا عبر، ولا توقظ الوعي ولا الضمير بل العكس تجعلهما نائمين منهمكين في ورطة الشهوات٠
وهذا عين الجهر بالسوء من القول، ولقد نهى عن ذلك الشارع عز وجل في الذكر الحكيم حيث يقول في آية من سورة النساء:(( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول٠٠٠))
النساء آية ١٤٧-١٤٨
ولا شك أن هذه الفواحش المعلنة والمكشوفة مما أدت إلى المصاعب ، والأزمات، والأوجاع التي لم يكن أسلافنا يعرفونها، وذلك تصديقا لقوله عليه أفضل الصلاة والسلام :
( لم تظهر الفاحشة في قوم حتى يعلنو بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا٠٠٠) رواه ابن ماجه والحاكم
٥- الحط من قيمة المرأة والتقليل من شأنها تلك المرأة التي تعتبر أما للمجتمع ونواته ، ولقد قال الشاعر في حقها:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
وها هي اليوم كاسية عارية أمام الشاشات، متبرجة طارقة أبواب الرجال ، وكأنها بضاعة مزجاة تباع وتشترى في الأسواق ، إلى أين تذهب بنا هذه المسلسلات الخادشة للحياء ؟!!
وإن كانت المسلسلات المذكورة أعلاه مذمومة فإن فيها أخرى لا نقول إنها محمودة كلها لكن مغزاها محمودة لأنها تعالج بعضا من القضايا الاجتماعية التي نعيشها مثل:
مسلسل mbétél الذي يبث على قناة Rts1
ومسلسل idole الذي كان يبث على قناة 2stv وهي تعالج قضية الرشوة التي تكون بين الصحفين ورجال السياسة ، حيث يعطون للصحفيين أموالا طائلة لكشف عورات معارضيهم أو هتك حرمتهم أو تشويه أعراضهم إعلاميا ، ولا يراعون في ذلك صحة الخبر أو كذبه ، بل المقصود فقط تحقيق أهدافهم بواسطة الإعلام وهذا ما يجري في مجتمعنا السنغالي٠
ومسلسل secret de famille
ومسلسل Allô DG الذي على قناة séne tv
وهذه المسلسلات أقرب لواقعنا المعاش من الأخرى التي تتركز دائما على الأمور الآتية وهي:
المادة، الجنس،الخيانة، المكر٠
ولعل القارئ يقول إن الكاتب عضو لجمعية ” معا لمشاهدة كل المسلسلات ” coalition and sétaane série yepp لكننا كمعلمين مربين ومحللين؛ يفرض علينا الحال والمقام بالإحاطة بكل ما يجري في مجتمعنا ويسمح لنا ذلك باقتراح بدائل، ونرى أنه واجب على كل داعية أوخطيب أو مصلح إجتماعي تتبع هذه المسلسلات كي يعرف من تخاطب ومن وراءها …
ولا نودع القلم إلا ونرفع أسمى آيات الشكر، والتقدير، والعرفان، إلى هؤلا الشجعان تشجيعا لجهودهم الجبّارة في هذا الكفاح وهم:
الأستاذ مختار صار في برنامجه ( آخر الزمان )
مام مختار غي رئيس منظمة ( diamra ) ،
وشعيب جوب مبدع قناة ( GCB ) اليوتوبية،
وسا انجوغو امبنغ في برنامجه ( diomét ) الذي يجرى في قناة walf ..
هؤلاء وغيرهم لهم مبادرات طيبة وجهود مشكورة في كل ما يهدم القيم الإسلامية السامية، والعادات الاجتماعية النبيلة، وذلك عملا بقوله سيدنا محمد عليه صلوات ربي وسلامه:
( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم
وسلام على من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر٠
وسلام على من اتبع الهدى وخالف النفس والشيطان والهوى٠
غلام المرشد